#جريدة_الآن - د. هند الشومر تكتب عن خصخصة الخدمات الصحية

الأنباء:

يعتقد البعض أن خصخصة الخدمات الصحية ستكون الحل السحري لمشاكل أداء المرافق الصحية ليس فقط على مستوى الكويت ولكن أيضا على مستوى الدول الأخرى إذ تنطلق من آن لآخر بعض الإرهاصات عنها حتى في المملكة المتحدة والتي تتمتع بنظام صحي نموذجي وطني عميق الجذور. ونعجب من أن من يطلقون هذا الحل لم يقوموا بالتشخيص المناسب وتحليل أداء النظام الصحي الحالي لتحديد مواطن الخلل فيه والتي أهمها ضعف الإدارة الصحية بسبب عدم الاهتمام بهذا التخصص وعدم تدريب الكوادر الوطنية اللازمة للإدارة الصحية بجميع مستوياتها حيث إن من يتولى الإدارة الصحية يفوز بالمنصب لأسباب بعيدة كل البعد عن المؤهل والكفاءة والتدريب. كذلك فإن القوانين والنظم واللوائح التي يتم تطبيقها في المرافق الصحية قد لا تتفق مع متطلبات العمل في هذا المجال فيحدث في بعض الأحوال ترهل إداري أو عدم انضباط أو صراعات يدفع ثمنها المرضى وكان من الممكن لو أعطينا اهتماما لتخصص الإدارة الصحية وإعداد الكوادر المناسبة أن يكون لدينا نظام صحي مثالي على مستوى العالم وليس فقط على مستوى الإقليم. وقد تحملت الكويت منذ استقلالها مسؤولية توفير الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية والعلاج في الخارج للمواطنين مجانا أما علاج الوافدين فإنه يتم برسوم مقدور عليها وليست باهظة الثمن. وأشعر عند الحديث عن خصخصة الخدمات الصحية بأن الخصخصة كابوس مزعج لما يترتب عليها من التعامل مع الصحة كأي سلعة تجارية بمنطق الربح والخسارة المادية التي لا تعطي أي اهتمام لقيمة الصحة باعتبارها أهم ثروة للوطن. وأدعو المسؤولين والجميع الى التصدي لأي دعوات أو محاولات لخصخصة الخدمات الصحية لأنها غير دستورية وغير إنسانية.