#جريدة_الآن - علي الحويل يكتب: القروض .. والمعالجة العادلة ضرورة

زاوية الكتاب

كتب علي عبدالرحمن الحويل 634 مشاهدات 0


الأنباء:

قبل أسابيع قليلة تلقيت اتصالا هاتفيا من صديق يدعوني فيه لدعم حملة تدعو لإسقاط المديونية عن أصحاب القروض الاستهلاكية، الأمر الذي وصفه بالمأساة الإنسانية، حيث يعاني منها 402 ألف مواطن وأسرهم، مع إجمالي ديون عليهم تقدر بـ 1.022 مليار دينار.

وعزا البنك المركزي في تقرير له أسباب معظم حالات الاقتراض إلى حاجة تتعلق بالعلاج أو التعليم أو شراء سلع أساسية كالسيارة، مما كشف عن أن القصور في الخدمات الصحية والتعليم الدوافع الحقيقية وراء الحاجة للاقتراض، فبالرغم من أن أول مستشفى حكومي وهو المستشفى الأميري افتتح عام 1949 ثم توالى بناء المستشفيات العامة والتخصصية بعد ذلك، وبالرغم من حصول الكويت على 85 نقطة من إجمالي 100 على بعض المؤشرات الدولية فقد ظل الاحتياج للعلاج بالخارج قائما إلى اليوم.

كذلك كان شأن التعليم النظامي الذي بدأ عام 1957 بالتوسع في بناء المدارس، إلا أن البلاد ظلت بجامعة رسمية واحدة افتتحت 1966 وتبعها افتتاح معهد العلوم التطبيقية والتدريب ثم مجموعة من الجامعات الخاصة، وصنف المنتدى الدولي في دافوس الكويت في المرتبة 95 بين 137 دولة في التعليم الجامعي، واستمرت حاجة الدولة والأسر لإرسال الأبناء للدراسة خارج البلاد إلى يومنا هذا.

ضرب لي صاحبي مثلا ينطبق على أكثر من 70‎‎% من المقترضين إذ بمعدل للرواتب يبلغ 1200 دينار يدفع منهم المقترض قسط المديونية 250 وإيجار مسكنه 350 و110 راتب خادمة، الأسرة المكونة منه ومن زوجته وطفلين أصغرهما لا يزال رضيعا وتكاليف المعيشة أو ما سماها بأغراض الجمعية 250 ومصاريف سيارته من وقود وخلافه 50 دينارا فيكون إجمالي مصاريفه 1090 مع مصاريف الرضيع أي ان ما يتبقى مصروفا شخصيا له ولزوجته والأبناء هو بضعة دنانير ويتضح هنا أن خفض قسط السداد إلى 100 دينار يخفف كثيرا على هذه الأسر!

ان أسباب حدة المطالبات يمكن فهمها إذا علمنا أن الكويت تمنح قروضا وهبات سنوية بمعدل 317 مليون دينار عبر صندوق التنمية بالإضافة إلى مليارات أخرى تدفع خارجه لإعمار وإغاثة الدول العربية، وقد سبق أن قامت الحكومة بتأييد من المجلس بإسقاط ما سمي عام 1992 بالمديونيات الصعبة بتكلفة 5.1 مليارات دينار ولصالح نحو 5 آلاف مدين فقط، لذا فإن الأصوات غير المسؤولة التي تقف رافضة لمعالجة أوضاع المدينين تضع الدولة في مواجهة مع الطبقة الوسطى الأعرض في المجتمع بذريعة واهية قد يفهم ان وراءها نية استهدافها معنويا وماديا.

تعليقات

اكتب تعليقك