#جريدة_الآن - د. عبدالهادي الصالح يكتب: بنك القروض الحسنة
زاوية الكتابكتب د. عبدالهادي الصالح يناير 10, 2019, 11:06 م 636 مشاهدات 0
الأنباء:
الديون المتضاعفة الربوية وغيرها احد مصادر الهموم، وقد نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم «إياكم والدين فإنه هم بالليل وذل بالنهار»، وأطول آية في القرآن الكريم هي التي تتحدث عن توثيق الدين (282 البقرة).
وهذه الديون على قسمين: إما جاءت نتيجة اضطرار قاهر، أو كلفة اشتهاء مظاهر زائفة. وقد سبق أن شكلت الحكومة «برنامج تغيير النمط الاستهلاكي للفرد والأسرة الكويتية» عام 2005 م. وصدر قانون في شأن إنشاء صندوق لمعالجة أوضاع المواطنين المتعثرين في سداد القروض الاستهلاكية سنة 2008م.
وما زالت المشكلة في تفاقم، وتتزايد مع المستهلكين الجدد والقادمين. ووجه طلب إسقاط القروض من أصحاب المشكلة ما لوحظ من تسامح الدولة في هدر المال العام على «اللي يسوى واللي ما يسوى! في الداخل والخارج» وإخلالها أصلا بعدالة توزيع المزايا والعطايا والهبات.
كثير من المحسنين ترق قلوبهم لمن يسترحمونهم من المدينين بإقراضهم قرضا حسنا «دون فوائد»، ولكن قلة جدا ممن يوفون بإرجاعه، بينما الكثيرون منهم لا يكترثون بتسديد ديونهم، ولذلك تبخرت أموال هؤلاء المحسنين، ومثلهم لجان خيرية، مما أرغمهم على ألا يقرضوا أحدا بعد الآن. لعل قيام مشروع «بنك القروض الحسنة» بصورة رسمية، وبأدوات قانونية مقيدة لا يترك مجالا لفرار الناكثين لوعودهم، ويمثل ضمانا لدوران وبقاء الرأسمال بين المحتاجين الحقيقيين.
ويشجع طلاب العمل الخيري على المساهمة في ضخ الأموال التي لا يبتغون بها شيئا إلا وجه الله تعالى «الصدقة بعشرة أمثالها، والقرض بثمانية عشر» (حديث شريف) لعل مثل هذا المشروع يساهم في معالجة هذه المشكلة.
تعليقات