#جريدة_الآن - صلاح الساير بكتب: صوت الأسواق

زاوية الكتاب

كتب صلاح الساير 731 مشاهدات 0


الأنباء:

نجحت الصين مؤخرا في إنزال مسبار على سطح القمر وكان يحمل عدة كاميرات ومجسات وأجهزة رصد وتحليل جيولوجية وبيولوجية، وكذلك «جهاز إشعاع ألماني الصنع»، فالعالم يتداخل على نحو غير مسبوق. ففي الماضي كانت المنتجات «وطنية» الصنع، وقت كانت الطائرة روسية في جميع تفاصيلها، والسفينة البريطانية انجليزية قحاح، فلا يوجد فيها جزء مصنوع خارج بريطانيا. أما اليوم، فالأول تحول حيث نجد المنتجات الأميركية أو سواها مصنوعة في البرازيل أو فيتنام أو موزعة على سائر أنحاء الكرة الأرضية.

****

حاول الإنسان إخضاع الأسواق للسياسة والنظريات والأهواء والأديان وسائر المعتقدات والمصالح، كما أعلن الحظر والمقاطعة ونحو ذلك. غير أن للأسواق منطقها الخاص وأخلاقها الخاصة التي لا تهتم بما ينظره أو يخطط له الإنسان. صحيح ان الأسواق قد تستجيب في البداية وتخضع للقوانين غير انها تعود للتمرد وتفرض منطقها الخاص الذي يلبي حاجات الإنسان ذاته. ومع مرور الوقت وتطور الحياة صار منطق الأسواق يزداد نفوذا بسبب سهولة انتقال المعلومات والمعارف ونقل (أو سرقة) التكنولوجيا مثلما تفعل الكثير من الدول.

****

عرف الناس الأسواق المفتوحة منذ أزمان بعيدة. وكنا نجلب السيوف من الهند، وكان تجار ايطاليا يأتون من مدينة البندقية إلى البحرين لشراء اللؤلؤ، وعمل الحضارم على نقل مختلف السلع من الهند إلى شرق آسيا، ونقلنا نحن التوابل إلى تجار حلب الذين صدروه إلى أوروبا، واستورد الرومان اللبان من عمان واليمن، واستقبلت مرافئ العرب سفن الصين، واليوم تدخل أجزاء من حيوان الخنزير في العديد من المنتجات والعلاجات والأدوية، ومكتب مقاطعة اسرائيل لا يعلم انه مثل الزائدة الدودية في الجسد الآدمي.. وجود بلا أثر.

تعليقات

اكتب تعليقك