#جريدة_الآن - محسن أبورقبة العتيبي يكتب عن الفساد والضروريات الخمس!
زاوية الكتابكتب محسن أبورقيبة العتيبي يناير 8, 2019, 11 م 3003 مشاهدات 0
الأنباء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه». من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية الحفاظ على الضروريات الخمس «الدين، النفس، النسل، العقل، المال» كي يعيش المسلم في هذه الدنيا آمنا مطمئنا يعمل لدنياه وآخرته، وليكون المجتمع المسلم أمة واحدة متماسكة كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ولا يمكن ذلك إلا بحفظ هذه الضرورات الخمس من الخلل والعبث!
وعندما يستشري الفساد في كل مكان، لاسيما في هذا الزمان، عندها لابد أن تعلم أن أخلاقيات البشر قد تغيرت، وأن الرقابة الذاتية للنفس قد ولت، وأن المبادئ والقيم قد انعدمت، وقبل كل ذلك لم يعد هناك وازع ديني يذكر لدى الفاسدين، ونسوا تعاليم دينهم والضرورات الخمس!!
وليعلم كل فاسد على وجه هذه الأرض وفي شتى بقاع العالم «أن الله يمهل ولا يهمل»، وأن «الشي إذا زاد عن حده ينقلب ضده»، ومصير كل فاسد أن ينكشف أمره، ولابد أن تزول الأقنعة عن الوجوه، وتظهر الحقائق الدامغة، ويزهق الباطل «إن الباطل كان زهوقا»!!
ولو نظرنا إلى أسباب ظاهرة الفساد لوجدنا أن هناك غيابا تاما عن المحافظة على الضرورات الخمس في تعاليم ديننا الإسلامي وشريعتنا السمحة، وكذلك «قلة الدبرة»، فمهما كان هذا الموظف أو ذلك القيادي فكلاهما سيان عند تنفيذ الأوامر والطاعة العمياء للمتنفذين الفاسدين، الذين غالبا ما يكونون بعيدين عن المشهد، وأن ظهروا أحيانا بصورة المحافظين على المال العام، وهم يعيثون في الأرض فسادا!
كما أن الطمع والجشع من أسباب تزايد ظاهرة الفساد، نتيجة الاختلاط مع أصحاب السوء، وتغلب قوى الفساد التي لا تخاف الله في الشركات المقاولة على ضعاف النفوس من الموظفين والقياديين ودفع الرشاوى لمصلحة «غض البصر»، عن تجاوزاتهم وتعديهم على حرمة المال العام بطرق ملتوية حتى يكونوا في أمان عن المساءلة القانونية التي باركها ضعاف النفوس لهم، متناسين قدرة الله على عباده الفاسدين المرتشين الظالمين لأنفسهم والآخرين!
قصص غريبة استمعت لها تؤكد «أن النفس أمارة بالسوء»، وحكايات عجيبة يندي لها الجبين، تبرهن على أنك «كما تدين تدان».
يفتعلها هؤلاء الفاسدون والمرتشون من أجل خدمة أسيادهم المتنفذين الغافلين عن أمر الله والدين، وسينالون جزاءهم ولو بعد حين!
وللحد من تفشي ظاهرة الفساد لابد من سن أنظمة وتشريعات وإنزال أقصى العقوبات على مخالفيها، وتنمية دور المجتمع في مكافحة الفساد والقضاء عليه بالتوعية الإعلامية، وخلق فرص عمل مناسبة للمواطنين، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب مع كل الموظفين، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتقييم الأداء هو مؤشر البقاء!
٭ مختصر مفيد: أين مخافة الله، وأين المبادئ والخلق الحسن، وأين التربية الصالحة للوالدين، وأين الرقابة الذاتية على النفس، وأين احترام الأوطان في هذا الزمان، بعد أن «لعب وعبث» المتنفذون في حرمة المال العام في كل مكان؟!
تعليقات