#جريدة_الآن علي أحمد البغلي يكتب : فساد قطاع خاص

زاوية الكتاب

علي البغلي 518 مشاهدات 0


القبس 

حقّاً نعيش في الزمن الرمادي أو زمن الرمادة – لا فرق – فالأخبار شبه المؤكدة تتوالى علينا بوسائل التواصل الاجتماعي التي حباها مخترعوها (أعمامنا الأميركان) بالشجاعة.. فنجوم التواصل الاجتماعي ذوو المداخلات الشوارعية الساذجة، أصبحوا من أصحاب الملايين وعلى عينك يا تاجر، والفاشينستات، ذكوراً واناثاً، ممن لعبت مقصات وسكاكين جراحي التجميل فيهم لعباً، حيث حولت كينغ كونغ الى «براد بيت» أو «توم كروز» وأم القمل والصيبان الى «مارلين مونرو» أو «انجلينا جولي».. أصبحوا في يوم وليلة من أصحاب الملايين.. وعندما سُئلوا: من أين لك هذا؟ قدموا ما يثبت أنهم يروجون لسلع منتجة خارج البلاد ولشركات أجنبية، وهذا ما أغدق عليهم تلك الأموال من حيث لا يحتسبون، أي إن مصدر الأموال أجنبي ساعده الكويتي ــــ الكويتية (كما يزعمون) في جني المزيد من الأموال من أهل الكويت، فبخهم ـــ أي أغدق عليهم ـــ بما لم يحلموا به.

* * *

نترك ما أطلقنا عليهم مجازا نجوم «السوشيال ميديا» أو التواصل الاجتماعي، لنرى شخصيات عاصرناها فترة من الزمن، ونمت أكتافها من خيرات الكويت منذ الولادة حتى نيلها أو شراء بعضها شهادات الدكتوراه وغيرها، نجد أن هؤلاء انقلبوا فجأة وبقدرة قادر الى محامين شديدي المراس، وأبواق بوسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي لجهات وسلطات غير كويتية! ولو قارنا وسائل أو عبارات دفاع هؤلاء عن قرارات أو تصرّفات تلك السلطات غير الكويتية، لتوارى منها خجلاً دفاع أو تبريرات أهل أو إعلاميي ذلك البلد عن قرارات وتصرّفات السلطات هناك، والجواب واضح لكل ذي بصر وبصيرة، فهؤلاء أصبحوا «أبواقاً مأجورة» ولكل شيء ثمن في هذا الأمر المخجل، والذي أجبرنا كشعب ذي أنفة وكبرياء واعتداد بالنفس على دفع ذلك الثمن البخس!

لا ننكر أننا نشعر بانحدار على أكثر من صعيد.. فساد، يمارسه أفراد من السلطات العامة لدينا، لكن الفساد الذي نتكلم عنه مع شديد الأسف هو فساد قطاع خاص!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

* هامش: 

لدي ملاحظة، وأنا متأكد أن المئات يشاركونني فيها.. زمان أول كنا نعرف أعضاء مجلس الأمة ومجلس الوزراء الحاليين والسابقين ووجوههم وأسماءهم وخلفياتهم بتفاصيلها الدقيقة..

لا أنكر الآن وأنا متابع سياسي وكاتب عمود صحافي أني أجهل معظم أسماء أعضاء مجلس أمتنا الحالي، وكذلك بعض أعضاء مجلس الوزراء.. والدليل على ذلك أني تعرفت على وجوه وأسماء الــ «4» وزراء الجدد ولأول مرة عندما نشرت بعد توزيرهم، وأنا المتابع السياسي ـــــ الصحافي.. فكيف بالمواطن العادي؟!

تعليقات

اكتب تعليقك