غنيم الزغبي يكتب: انفراد كامل لديوان الخدمة بالموظفين
زاوية الكتابكتب غنيم الزغبي ديسمبر 30, 2018, 9:43 م 633 مشاهدات 0
مع الأسف سنة 2019 لن يحصل 90% من موظفي الوزارات والمؤسسات الحكومية على درجة امتياز ولا على الأعمال الممتازة التي يتحرونها كل سنة لتضخ بعض الحياة في ميزانياتهم المنهكة من متطلبات الحياة.
السبب هو شروط ديوان الخدمة التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى سيف مصلت على رقاب الموظفين وذلك بالقرارات تلو القرارات التي حولت حياتهم إلى جحيم. أحد تلك الشروط هو وضع 30% من شروط التقييم السنوي على إحصائيات البصمة. يجمعون الدقائق (تصوروا) التي تأخرتها عن السابعة والنصف وإذا كنت متجاوزا الحد المسموح ولو بدقيقة واحدة راح عليك تقدير الامتياز الذي سيترتب عليه جمودك الوظيفي لعدة سنوات وكذلك ستحرم من المكافأة السنوية (الأعمال الممتازة).
كل هذا لأنك تأخرت عدة دقائق على جهاز البصمة وغالبا هذا التأخير لأسباب قاهرة خارجة عن إرادتك فالكثير من طرق وشوارع الكويت جار تحديث بنيتها التحتية كجسور الغزالي والجهراء وطريق جمال عبدالناصر.
كذلك هناك الزحمة الخانقة التي لاحظها الناس هذه السنة بدرجة أكبر عن السنوات السابقة وزادت المدة التي تحتاجها للذهاب أو الإياب من دوامك. أنا شخصيا أصل لمنزلي الثالثة والربع عصرا حيث أخرج من دوامي في برج التحرير الثانية والربع وأقف مع مئات السيارات في طابور الإشارة التي تتحول من الأخضر إلى الأحمر عدة مرات أمام عينيك وأنت لا تتحرك سوى أمتار.
هذا غير دوام المدارس الذي يبدأ السابعة والنصف وأيضا مطلوب منك (تطق) البصمة السابعة والنصف عمركم (شفتوا) إعجاز وتعجيز أكبر من هذا؟
فرضا نزلت الأطفال لمدارسهم السابعة بالضبط (وهو موعد فتح أبوابها ولو فتحت قبل كذلك فهي تكون خالية إلا من الحراس ومن غير الآمن إنزال الأطفال فيها) بعد إنزالهم في المدرسة السابعة صباحا مطلوب منك ركوب صاروخ والانطلاق نحو الدوام في وسط الطرق التي يتراكم عليها أكثر من نصف مليون سيارة لكي تحقق الهدف الخيالي و(تطق) البصمة السابعة وثلاثين دقيقة بالضبط. حتى شوماخر سائق الراليات العالمي في عز أيامه يعجز عنها ثم يبدأ جهاز البصمة (النحيس) بتراكم دقائق التأخير عليك دون أي شفقة ليلتقط هذه المعلومة مسؤولو الشؤون الإدارية ويترجمونها لحرمانك من أبسط حقوقك وهو الامتياز على عمل قمت به وبدلا من ذلك يتربصون بك بالخروج والدخول من الدوام.
نقطة أخيرة: مع الأسف كل هذا يحدث للموظف والموظفة الكويتية في غياب كامل لنواب الأمة وممثلي الشعب الذين اتخذوا وضعية الصامت وتركوا الديوان ينفرد بالموظفين ويفرض عليهم قرارات قاسية وغير قابلة للتطبيق.@ghunaimalzu3by
تعليقات