صالح الشايجي يكتب: لسان العرب
زاوية الكتابكتب صالح الشايجي ديسمبر 28, 2018, 11:14 م 586 مشاهدات 0
الأنباء:
قال الزميل حسام فتحي في مقالته «بالمصري الفصيح» المنشورة الاثنين الماضي في جريدتنا «الأنباء»، إن صديقا خليجيا له نقل إليه شكوى ابنته البالغة سبعة أعوام بأنها لا تفهم حديث مدرستها المصرية.
وعزا الزميل حسام الأسباب إلى تردي الدراما المصرية.
أوافق الزميل حسام في أن أحد أسباب انصراف المستمع العربي عن الأعمال الدرامية المصرية هو تحول الأجيال العربية الجديدة إلى الثقافة الأجنبية وتعليم الأطفال اللغات الأجنبية، ولكن لا أرى في تردي الأعمال الدرامية المصرية دخلا في عدم فهم الأطفال العرب اللهجة المصرية.
إن الأطفال عادة لا يتابعون الأعمال الدرامية سواء مسلسلات أو أفلام إلا ما يتفق وأعمارهم من أعمال خاصة للأطفال مثل أفلام الكارتون وهذه في الأعم والأغلب أعمال أجنبية وحققت شهرة عالمية وارتبط بها الأطفال في قارات الأرض كلها.
وسواء أكانت الدراما المصرية تدنت في مستواها أم لم تتدن فليس لذلك أدنى تأثير على فهم الأطفال اللهجة المصرية، لأنهم في الأساس غير متابعين لها.
أما عن فهم الأجيال العربية من المشرق العربي إلى المغرب العربي للهجة المصرية فيما مضى من سنوات وعقود فمرد ذلك فعلا إلى انتشار اللهجة المصرية من خلال الأفلام والأعمال الدرامية التلفزيونية والتي كانت هي الجسر الناقل للهجة المصرية بغض النظر عن جودة تلك الأعمال أو رداءتها، ولأنها أيضا كانت شبه وحيدة ودون منافسة تذكر من أعمال بلهجات أو لغات أخرى.
أما عن واقع الدراما المصرية الحالية، فلا أظن أنها في حالة من السوء تجعل المشاهدين ينصرفون عنها والدليل قوة انتشارها وعرضها على العديد من الفضائيات العربية، ما يدل على أنها جيدة أو على درجة من الجودة تضمن لها المتلقي، وإن كان من انصراف عنها فليس بسبب سوئها بل لأن المتلقي غيّر اهتماماته وعدّد مشاهداته بين فضائيات العالم بما تبث من برامج وأعمال فنية، بل إن وجود الدراما المصرية في هذا الخضم ومنافستها شهادة لها لا عليها.
وشكرا للزميل حسام على طرحه للفكرة، وأرجو أن يكون فيما كتبت إضافة لفكرته لا رد عليها.
تعليقات