خالد العرافة يكتب: الصيدليات تحولت إلى بقالات!

الأنباء:

قبل فترة، وتحديدا في عام 2011 قمت بدق ناقوس الخطر وحذرت وزارة الصحة مرارا وتكرارا من ترويج بعض الصيدليات للأدوية الخاصة بالبشرة والتنحيف وتقليل الوزن، خاصة في محافظة الجهراء.

وسبق أن خاطبت إدارة الرقابة الدوائية وتزويدها بعدد من الإعلانات الخاصة بإحدى الصيدليات والتي تقوم بترويج بعض منتجاتها من خلال كورس يتم إعطاؤه للشخص دون أي استشارة طبية، وإنما على يد بعض الصيادلة، ورغم المناشدات لم تحرك الوزارة ساكنا تجاه تلك القضية وتم طرح الموضوع مرة أخرى قبل أشهر ودعوت من خلال زاويتي الجهات الرقابية بالوزارة لعمل حملات مفاجئة على بعض الصيدليات كي تشاهد الحقيقة على ارض الواقع.

الوزارة تحركت بعد حادثة أمس إثر بلاغ من إحدى المواطنات يفيد ببيع منتجات خاصة بالبشرة تروج لها بعض الصيدليات وهذا ما كنا نحذر منه.

الوكيل المساعد لشؤون الرقابة الدوائية والغذائية في وزارة الصحة د.عبدالله البدر تم تعيينه مؤخرا ونعلم أنه لا يتحمل أخطاء من سبقه، لكنه مسؤول عن غياب الجانب الرقابي لعمل تلك الصيدليات ما شجع بعضها على مخالفة القانون، والدليل على ذلك توعده للصيدلية المذكورة واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المنشأة والعاملين فيها.

هناك كوارث أخرى تمارس في بعض الصيدليات وبحاجة إلى نفضة شاملة منكم، فقد تحول بعضها إلى بقالات تعرض على الأشخاص عددا من المنتجات لتسويقها دون مبالاة بالأضرار التي سيخلفها هذا الدواء أو ذاك.

الوزارة وعلى لسان وكيل الأدوية تؤكد أن هناك مخالفات أخرى تم تحريرها وهذا يؤكد لنا غياب الجانب الرقابي على الصيدليات التي أصبح عددها كبيرا جدا وبعض العاملين فيها يلقب نفسه بخبير تجميل أو تغذية والرقابة الدوائية في سبات عميق.

يجب التحرك قبل وقوع كارثة لا تحمد عقباها وتكثيف فرق التفتيش على جميع الصيدليات للتأكد من التزامها بالشروط والأنظمة الخاصة ببيع الأدوية والتأكد من مؤهلات العاملين ومطابقتها مع التخصص.

الغريب أن بعض الصيادلة يقوم بترشيح أنواع من الأدوية بهدف التسويق لشركة معينة على حساب صحة الناس، وخير شاهد الإعلانات التي يتم تداولها عبر برامج الواتساب وكذلك المجلات الإعلانية المنتشرة في مختلف مناطق الكويت إضافة إلى توفير خدمة التوصيل للأدوية والتي تؤكد الوزارة منعها تماما حسب قانون مزاولة المهن والقرارات المنظمة التي تنص على أن عملية البيع تكون داخل الصيدلية.

نتمنى من أن نسمع في القريب العاجل أنه تم إغلاق أو سحب تراخيص الصيدليات المخالفة، وإذا تحتاجون مساعدة في ذلك فقط اطلعوا على المجلات الإعلانية لتعرفوا كثيرا من هذه الصيدليات ومواقعها ومخالفاتها، فحاسبوها فورا حفاظا على أرواح الناس.