يوسف عبدالرحمن يكتب: ما أحوجنا لمؤسسة تعنى بالشباب وتحارب التنمر!
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن ديسمبر 24, 2018, 10:52 م 518 مشاهدات 0
الأنباء:
لا تضيع لحظة واحدة في التفكير في أولئك الذين تبغضهم!
لفظ بدأ يسود أوساطنا.. «التنمّر»!
بدأنا نسمع عن التنمر الإلكتروني!
والتنمر المدرسي!
والتنمر الوظيفي!
والتنمر الإلكتروني
والتنمر الخليجي!
والتنمر العالمي!
فما هو «التنمّر المزعوم»؟!
التنمّر يقصد به شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف في «الغالب جسديا»، وهذا بالتأكيد ينطوي على «خلل» في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة!
التنمر ليس له حتى الآن تعريف قانوني غير ان هذا «التنمر» يستخدم في إجبار الآخرين على الرضوخ عن طريق الخوف والتهديد والوعيد!
أكثر محضن للتنمر هو «المدارس الثانوية» وأماكن تواجد مجاميع من الشباب مثل المولات!
من خلال خبرتي كتربوي وإعلامي هناك اليوم «تنمر» لفظي وجسدي وعاطفي!
على العموم «التنمر» يدخل في الأفعال السلبية وهو واضح في «التعمد» من خلال الكلمات او التهديد المباشر أو بالفعل او بطرق تهديد أخرى!
طبعا لا نستطيع حصر «التنمر» فنحن من الممكن جدا ان نشاهده في المدرسة والمسجد والكنيسة وبين كل الفئات الاجتماعية وطبقاتها وأطيافها.
ليس هناك إنسان على وجه الأرض لم يمارس «التنمر»! لكن هذا يختلف من إنسان الى إنسان وهناك أقوام «شرية» وأخرى «مسالمة»!
أستطيع ان اختصره لكم بعد هذه الجولة بأنه سلوك عدواني متكرر يهدف الى الإضرار بشخص ما جسديا أو نفسيا من أجل إثبات سلطة!
ما أكثر التنمر في «مجتمعاتنا» يبدأ بالتنابز بالألقاب وهذا منهي عنه في ديننا وأيضا الاساءة باللفظ نطقا أو كتابة أو الإساءة الجسدية المباشرة، انه «الإكراه» من أجل لفت الانتباه ومن خلال تنمر مباشر وآخر غير مباشر وكلاهما مر وعدوان اجتماعي يتعدد في شكله ولونه وطرقه إلى لفظ وركل وضرب وكسر وطعن وشد شعر وعض!
ومضة: المتنمّرون هم شخصيات استبدادية تمارس ما بدا لها دون وازع من دين وأخلاق واحترام للذات الإنسانية عن طريق ممارسة «الإهانة» سطوة ونفوذا لاضطرابات في الشخصية، ولعل أخطر انواع التنمر هو «عصابات الإرهاب»!
المدرسة التي تخرج «متنمرين» هذه بحد ذاتها «مشكلة المشاكل» لأن المخرجات «نمور» على الطريق تخرجت بعد ان كسبت خبرات في محيط الحرم المدرسي وقاعاته وأصبحت جاهزة بعد تخرجها لتمارس تنمرها مع الأسف!
التنمر المدرسي أخطر الأنواع لأنه نتاج «نظام خائب» عن المعلمين ونظام المدرسة نفسها وأهدافها!
في أوروبا يصل الأمر بين طلاب المدارس الى اطلاق النار! وهذا العنف المدرسي مرفوض «جملة وتفصيلا» ونأمل ألا يُنقل لنا عبر «الميديا» ووسائل الإعلام ولنحاول ان نقبره في مهده!
علينا في مدارسنا ان نعزز القيم ونحارب التنمر لتعليم طلابنا التعاون وتدريب المعلمين والموظفين على أساليب التدخل السريع لتسوية النزاعات وحماية الضحايا والتركيز على الجوانب القانونية المترتبة على ممارسة التنمر!
آه.. المشكلة عويصة، تنمر مدرسي ووظيفي وسياسي وعسكري ورياضي وبرلماني وحكومي و.. و.. و..!
آخر الكلام: بالأمس سألني الصديق ابوشميس عن علاج التنمر!
وكيف نحمي أطفالنا ومجتمعاتنا ودولنا وأمتنا منه؟
أحاول أن أجيب بالمختصر:
٭ تقوية الوازع الديني
٭ التربية بعيداً عن ممارسة العنف والاستبداد والديكتاتورية
٭ تعزيز الثقة بالنفس
٭ تجنب البرامج والأفلام العنيفة
٭ تعزيز الصداقات
٭ توفير الألعاب التي تحسّن القدرات العقلية
٭ تدريب الأطفال والناشئة على الدفاع عن النفس
٭ متابعة السلوكيات وتقويمها أولا بأول
٭ مراقبة الأبناء في «الميديا» لخطورة ما يصلهم!
٭ استثمار أوقات الفراغ بما يعود بالفائدة
٭ تفعيل أدوار المعلمين والمرشدين وأئمة المساجد ودور العبادة
٭ معالجة المتنمرين
٭ وضع قوانين تعاقب المتنمرين
٭ حماية الضحايا وتعويضهم عن الأضرار التي تعرضوا لها
٭ توفير مرشدين اجتماعيين ونفسيين في المدارس
٭ على الحكومات ومنظمات حقوق الانسان حماية المجتمعات من سلوك المتنمرين بالوقاية منهم
زبدة الحچي: خلص استطلاع للرأي أجري في مدارس بـ 40 دولة في العالم الى ان «الكويت الأسوأ عالميا في التنمر» وقطر وتايوان ونيوزيلندا!
وأفاد الاستطلاع بأن الخبراء الصحيين والتربويين الذين يسعون الى فرض برامج لمكافحة المتنمرين في مدارس عملوا عليها على مدى السنوات الست الماضية اكتشفوا زيادة اعداد التلاميذ الذين يعانون من مضايقات المتنمرين في استراليا ما يجعلها هي في رتبة الأسوأ في العالم بعد الكويت وقطر وتايوان ونيوزيلندا.
إذن نحن اليوم أمام «التنمر» ما بين تهديد وقوانين وما هجمات المتنمرين المضطربين نفسيا واجتماعيا، وتذكرون حوادث القتل في المولات والأسواق والمدارس، الا بداية لاجتياح التنمر حياتنا مما يجعلني أقول: نحن امام ظاهرة تنمر!
على جهات المجتمع المدني والاعلام والتخطيط البدء في وضع البرامج الكفيلة بالحد من «ظاهرة التنمر»!
وأعتقد ان الهيئة العامة للشباب وجمعية المعلمين ووزارتي الأوقاف والاعلام واتحاد الطلبة جهات تستطيع ان تقدم حلولا.
ما احوجنا الى مؤسسة تعنى بالشباب وتحارب التنمر!
اللهم بلغت، اللهم فاشهد.. في أمان الله
تعليقات