يوسف حجي يكتب: مجلس .... «كور مخلبص»

النهار:

كل مجالس الأمة التي مرت على الكويت لها ايجابيات وسلبيات ولها اخفاقات وانجازات، تجيد في جانب وتخفق في جانب آخر، ولكن مجلس الأمة الحالي له بعض الأمور الغريبة والعجيبة ما يعني بالكويتي «كور مخلبص». وسأسرد لكم بعض هذه الغرائب والعجائب منها على سبيل المثال نائب ينتقد الحكومة والوزراء بالطالعة والنازلة وهارينا تصريحات بوسائل التواصل الاجتماعي وبالصحف وفي اللقاءات التلفزيونية، لكنه، أي هذا النائب، اذا قدم اي استجواب يقف ويصوت مع الحكومة يعني مع الوزير.
ومن غرائب هذا المجلس نائب قام بالتحدث مؤيدا لأحد الاستجوابات وعند التصويت وقف مع الوزير المعني، بذمتكم هل سمعتم مثل هذا الأمر؟
وعجيبة ثالثة هي أن هذا المجلس صوت على قانون بموافقة 40 عضوا وفي مداولتين وقامت الحكومة برد القانون وفي دور الانعقاد الجديد قامت الحكومة بوضع قانون بديل للقانون والمقترح الحكومي، وفقا للمختصين يفتقد الى العدالة والمساواة ولم يحقق طموح الموظفين ولكن المجلس أقره بأغلبية كاسحة في مداولته الاولى مع مطالبات خجولة من بعض النواب لاجراء تعديلات على القانون قبل التصويت عليه في المداولة الثانية، ولكن الحكومة رفضت أغلب التعديلات خلال اجتماعها مع لجان المجلس.
ومن شطحات هذا المجلس، وهو مجلس يحصن الحكومة من الاستجوابات من أجل مصالح شخصية وبمباركة أغلب النواب وبعد انتهاء الهدنة المتفق عليها يبدأ نواب الامة بسيل من الاستجوابات لأكثر من وزير بالاضافة الى رئيس الحكومة، وهناك مجموعة من النواب وبعض الكتل والأحزاب ممن كانت على وفاق مع الحكومة وبمجرد موقف قامت به الحكومة أنهى هؤلاء النواب شهر عسلهم مع الحكومة وبدأوا بالتهديد والوعيد والاساءة لها في تصريحات صحافية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وانتقادات حادة لأن الحكومة لم تمش على خاطرهم. كثيرة هي المواقف التي توضح حالة التوهان التي يعيشها هذا المجلس والمواطنون غسلوا أياديهم من هذا المجلس ولم يعودوا يثقون به، ولو أجري استبيان رأي عن أداء هذا المجلس لوجدنا كثيرا من المواطنين يتمنون انهاء فترته، فهو مجلس لايحقق مصالح الشعب وطموحه، ولكنه ينظر الى مصالح شخصية وحزبية على حساب مصالح الشعب.
أتمنى ان يكون هناك انجاز حقيقي وملموس يهم المواطنين يحققه هذا المجلس، وكثير من الناس أطلقوا عليه «مجلس كور مخلبص».