الخيول العربية ...أصالة ... تألق

فرضت الخيل العربية نفسها على ثقافة وشخصية الانسان العربي فمنذ ان عرف العرب هذا المخلوق النبيل الذي يتصف بالخيلاء والعنفوان والوفاء اصبح جزءا اصيلا من تاريخ تراث العرب ورافدا مهما من روافد إلهام الشعراء والادباء الذين صاغوا الثقافة العربية.

ولعبت الخيل العربية دورا كبيرا في ترجيح كفة المعارك الكبرى في حركة الفتوحات الإسلامية بمشارق الارض ومغاربها لما يتميز به الحصان العربي من قوة تحمل وشجاعة واقدام في ساحات القتال واقتحام لصفوف العدو.

وكان للخيل العربية دور مؤثر في حروب القبائل في حقبة ما قبل الاسلام وتكاد لا تخلو قصيدة او معلقة شعرية من معلقات العرب الشهيرة من ابيات تصف جمال الحصان العربي وشجاعته ووفاءه لصاحبه ودفاعه عنه في المعركة.

وفي هذا السياق قال مدير سجل الخيل العربية الكويتي في مركز الجواد العربي (بيت العرب) عبدالله البريهي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاحد ان الخيل العربية كان لها دور بارز في بداية تأسيس الكويت وبسط نفوذ وسلطة الحكام على اراضيهم في تلك الحقبة التاريخية المهمة من تاريخ الجزيرة العربية مشيرا الى استمرار دورها حتى بداية نشأة الدول الحديثة وفرض حكوماتها الأمن على أراضيها.

واضاف البريهي ان الثورة الصناعية في بدايات القرن ال 20 والتي نتج عنها ظهور السيارة والدبابة والطائرة أدت الى تراجع اعتماد العرب على الخيل الامر الذي أحال اقتناء الخيل العربية من كونه حاجة الى هواية ووجاهة لدى الملوك والامراء والاعيان من قبيل المحافظة على التراث والأصالة.

وبين ان الجواد العربي هو المثبت نسبه لأبوين عربيين مسجلين في أي سجل أنساب للخيل العربية صادر عن مكتب تسجيل عضو لدى المنظمة العالمية للجواد العربي (WAHO) مشيرا الى ان (المربط) هو الاسم الذي يختاره مالك الخيل للتعريف عن انتاجه منها.

وذكر ان الرحالة والمستشرقين الأوائل الذين جاؤوا الى بادية الشام وجزيرة العرب اعجبوا كثيرا بالخيل العربية ورأوا فيها جمالا وتميزا عن غيرها من سلالات الخيول الأخرى في العالم.

واوضح ان الرحالة الاوربيين عندما لاحظوا جمال وخيلاء الخيل العربية وقوة تحملها وسرعتها اشتروا الاجناس الفاخرة منها وقاموا بتصديرها الى بلدانهم مثل امريكا وعدد من الدول الاوروبية مثل بولندا وانجلترا واسبانيا وايطاليا والمانيا.

واشار ان ملاك الخيل الأوائل في اوروبا فكروا في ستينيات القرن الماضي بانشاء منظمة عالمية تعنى بحفظ انساب الخيل العربية حتى لا تختلط بدماء وانساب غيرها من السلالات الأخرى فتضيع وتندثر.

وقال البريهي ان ملاك الخيل الأوروبيين قاموا بتأسيس منظمة (WAHO) وتم اشهارها في سنة 1970 من اجل سن النظم والقوانين المحافظة على الانساب مشيرا الى ان عدد الدول الأعضاء في المنظمة في عام 2018 وصل الى 80 دولة.

وذكر انه في عام 1996 كان عدد الخيل العربية في الكويت آنذاك لا يتجاوز 26 جوادا عربيا وبعد مضي أكثر من 20 عاما وتماشيا مع تطور هذه الهواية العريقة والنبيلة تجاوز عدد الخيل المسجلة في البلاد في عام 2018 عشرة آلاف جواد.

واضاف ان عدد ملاك الخيل العربية في الكويت تجاوز 1700 مالك وعدد الجياد المولودة في الكويت تجاوز 6920 جوادا إضافة الى ان عدد الجياد العربية المستوردة تجاوز 3780 جوادا.

ومن جانبه قال مالك (مربط الكنوز للخيل العربية) صالح العطاوي في حديث مماثل ل (كونا) ان المربط الذي تأسس في عام 2014 يسير على رؤية واضحة من خلال انتاجات كان لها نصيب في ميادين الجمال محليا وعالميا.

واوضح العطاوي انه منذ تأسيس المربط وهو يتطلع الى الأفضل في عملية الإنتاج من خلال ضم الافراس والفحول المتميزة في شكلها و(ارسانها) اي اصولها مبينا ان الإنتاج يعد الركيزة الأساسية للوصول إلى النتيجة المنشودة لدى ملاك الخيل العربية.

واكد انه يسعى من خلال تأسيس (مربط الكنوز) الى المحافظة على التراث الثقافي والتاريخي للجزيرة العربية المتمثل في اصالة الخيل وجمالها والاسهام في صون سلالاتها من الضياع والاندثار ونقلها عبر الأجيال المتلاحقة.

وبدوره قال مدير الانتاج في (مربط الكنوز) عبد العزيز العطاوي ل (كونا) ان انساب الخيل العربية ترجع الى 5 رئيسية هي (الكحيلان) و(الصقلاوي) و(الهدبان) و(الدهمان) و(العبيان) وكل عائلة منها لها ما يميزها من جمالها وقوتها.

واضاف العطاوي ان للخيل العربية ألوانا عديدة منها اللون الأسود ويسمى (الأدهم) والبني ويسمى (الأحمر) و(الاشقر) واللون الأبيض ويسمى (الأصفر) واللون الرمادي ويسمى (الازرق) أو (الأشعل).

وأوضح ان الخيل العربية تتميز عن غيرها من السلالات الأخرى بتناسق جسدها وجماله ويعد جمال رأسها هو "تاج المحاسن فيها" من خلال كبر العينين واتساع الجبهة واستدارة المنخر وعرض الخد وتقارب الأذنين وحدتهم إضافة الى صغر حجم الرأس.

وبين ان من اهم ما تتميز به الخيل العربية هو طول الرقبة من مخرج اعلى صدر الحصان مع تناسقها في العرض وقصر الظهر واستواء خطه اضافة الى ارجل سليمة تساعده على الجري واتساع صدره ومخرج ذيله من اعلى منطقة الخلف.

ولفت الى ان الحصان العربي يتميز عن غيره من السلالات بامتلاكه خمس فقرات قطنية بدلا من ست في العمود الفقري وله فقرات اقل في الذيل ب 16 فقرة بدلا من 18 إضافة الى بروز الجمجمة وكبر العيون.

وذكر ان الولايات المتحدة تعد من أكبر منتجي الخيل العربية في العالم بما يقارب 12ألف جواد سنويا وتنافسها المملكة العربية السعودية بفارق "بسيط جدا" لافتا الى ان دول الخليج العربية تعد رائدة في هذا المجال من ناحية جودة الإنتاج والمواصفات العالية.