محمد ناصر العطوان يكتب: في سريالية المشهد الفلسطيني!

زاوية الكتاب

كتب محمد العطوان 777 مشاهدات 0


الراي:

في الخامس عشر من نوفمبر الماضي، احتفل السيد الرئيس محمود عباس بعيد ميلاده الرابع والثمانين... بعمر أكبر من عمر القضية الفلسطينية ذاتها، وبشمعة واحدة ظلت مشتعلة طوال الحكاية.
وقد شعر الرئيس أن الشتاء في فلسطين هذا العام قد تأخر على غير عادته، ما جعله يؤجل فكرة إشعال نار المدفأة التي كان يشعلها في كل عيد ميلاد سابق، ثم يجلس أمامها وهو يتذكر سهر الفلاح الفلسطيني ودبكته في هذا الموسم، وآمال الشعب الفلسطيني الذي تفلت من الخرائط في الجهات الأربعة!
وفي ظل تحركات إسرائيلية في الخليج وتغريدات على مدار اليوم في شبكات التواصل، وسرقة احترافية للهوية والكوفية والفلافل والحمص والكنافة، وعمل دؤوب من لوبيات الضغط العالمية وزيارات رياضية واجتماعية وفنية لوفود صهيونية في دول عربية... بدأ الرئيس يشعر بوخزات أسفل عموده الفقري خصوصاً في الفقرتين الأخيرتين، ومع دوار خفيف في الرأس بسبب ما تعانيه منظمة فتح من أكبر عملية إغلاق لجميع ملفاتها في القارات السبع!
منظمة «فتح» - التي كانت تحمل لواء المقاومة - تفرق دمها بين ثلاث قارات، ودونالد ترامب يخرج لسانه لبقية العالم، ونتنياهو يهنئ الدول العربية بأعيادها الوطنية ومناسباتها الدينية!
ففي النهاية هذا ما وصلت إليه الأمور، فقد ظل الإسرائيليون يرقصون فرحاً وطرباً طوال الأشهر الماضية، حتى سقط العَرق من جباههم وسقطت قبعاتهم على الأرض، بسبب القرار الأميركي بنقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
إن الرئيس يعلم جيدا أنه سيستيقظ في الصباح مكتوف اليدين... على أخبار جديدة تبثها «حماس» وبعض الصحف العربية، التي تحمله كل مصائب القضية الفلسطينية.
أغمض عينيه ليحصل على مزيد من التركيز، ثم أطلق تنهيدة من صدره، قادرة على إطفاء نار «الأولمبياد»، عندما تذكر أن هناك أزمة رواتب وتوظيف ودعم وركض في مؤتمرات حتى تنقطع أنفاسه، وهو يتساءل عن جدوى الشعارات - الموغلة في الفصاحة - التي تقال في حق فلسطين، وتساءل عن جدوى وسام الصداقة الروسي المعلق على الجدار الذي أمامه، وعن جدوى آرائه حول التعايش السلمي بين الدولتين، والإمساك بأي صاروخ يتجه إلى تل أبيب، ورفضه التام للكفاح المسلح الفلسطيني... يطلق هذه التنهيدة وهو يتساءل عن جدوى كل ما فعله حتى الآن.
في الواقع هذا هو بالتحديد ما يحدث مع السيد الرئيس كل يوم تقريباً، وليس في أعياد الميلاد فقط.
ينظر إلى كعكة عيد ميلاده ويقول لنفسه:
- في النهاية يجب أن أنفخ على هذه الشمعة اللعينة، فعندما ذهبت للبحر آخر مرة كان لا يزال في مكانه المفضل، لم يتحرك ولم يسرقه أحد الصهاينة، ويا لها من مناسبة تستدعي الاحتفال!
ورحم الله ياسر عرفات، وأيا كان المسؤول عن ما وصلنا إليه... فبالتأكيد لست أنا وحدي!
واحد... اثنين... ثلاثة: اووووووووف.
ظلام.
اعتذار مسبق:
اعتذر للرئيس محمود عباس على هذا الخيال، وأقدر أن يتفهم أن فلسطين دائما أكثر البلاد التي تأخذنا نحو غواية الحكاية... تلك الغواية التي تنسج شباكها على الجميع، فننسى الفواصل بين الكلمات وننساها أيضاً بيننا، أنا الكويتي العاشق لأرضك... وأنت الفلسطيني العاشق لأرضي.
قصة قصيرة:
حوار في مقهى:
قال بدر: إنني متابع جيد للأوضاع في اليمن، هل تريدون أن ألقي عليكم محاضرة؟
قال صالح: لقد تحول الحوار الفلسطيني لحوار خونة على طاولة التطبيع.
قال راشد البحري: أتعاطى القهوة والكافيين، فأقلبه يصبح بترولاً... وأمشط شعري بالتعقيد، ياعمال العالم اتحدوا، دعه يعمل دعه يمر.
قال محمد: تمام... تمام!
علق راشد البري: إنها ليلة المطر المتسلل... ستمطر قريباً وتخرج الأيائلُ البيضاء.
قال خالد المعماري: لماذا أعلق؟ ليس للموضة دخل بالموضوع.
قال خالد الكشاف: هراء مثقفين.
قالت الطاولة التي تجمعهم: أشعر بالبرد... ادفعوا الحساب!

تعليقات

اكتب تعليقك