محمد الرويحل يكتب بالعربي المشرمح عن احتجاجات السترات الصفراء والفرق بين الدول العربية وفرنسا

زاوية الكتاب

كتب 500 مشاهدات 0


الجريدة:

لمجرد قرار اتخذته الحكومة الفرنسية خرج الفرنسيون محتجين حتى شل احتجاجهم الحركة في العاصمة الفرنسية وتدمير الممتلكات والمركبات وتعطيل مصالح الناس، وبلغت احتجاجات من يطلقون على أنفسهم السترات الصفراء مرحلة العنف، فتراجعت الحكومة الفرنسية مقدرةً السبب الذي احتج بسببه المتظاهرون، دون تخوين أو اتهام لهم بالازدواجية أو العمل لحساب دول أخرى، ودون أن تسحب «جناسي» أو يعتقل من قام بالتظاهر، بل تحمل ماكرون المسؤولية واعتذر للمتظاهرين قائلاً: إننا نستمد شرعيتنا منكم، ومعركتي هي من أجلكم، ومعركتنا جميعا هي من أجل فرنسا.

ولكن الغريب ليس أن يحصل ذلك في فرنسا التي تمثل الحرية والديمقراطية، الغريب أن تخرج أصوات عربية تطالب ماكرون بسحق المتظاهرين وإبادتهم، بل الأغرب أن أحدهم بعث برسالة يطالبه بسحب جناسي المتظاهرين واصفاً إياهم بأنهم «متجنسون» و«لفو» على فرنسا، معتقداً أن ماكرون أو حكومته يتعاملان مع شعبهما وفقاً للطريقة العربية التي تختزل الوطن والشعب في السلطة.

ورغم كل ما حدث من عنف في احتجاجات السترات الصفراء لم تكن صحافتهم صفراء تحرض السلطة على قمع المتظاهرين وتتهمهم بالعمالة الخارجية والخيانة، كما فعلت الصحافة العربية إبان الربيع العربي، ولم تقم القوات بإطلاق النار وقتل المتظاهرين كما حصل في بلدان العرب، بل إن ماكرون شكر أحد رجال الأمن على جهوده فرد عليه العسكري بأنه يخجل أن يقف أمام أناس تطالب بحقوقه، فلا تتصوروا أن فرنسا ستتعامل مع شعبها وفقاً للطريقة العربية.

يعني بالعربي المشرمح:

ماكرون أمام السترات الصفراء ليس كأي زعيم عربي أمام أي تظاهرة تطالب بحقوقها، فماكرون يستمد شرعيته من تلك السترات، في حين تستمد البقية شرعيتها بالقوة والقمع، الأمر الذي يجعلنا نستغرب من بعض التعليقات التي تصور ما يحدث في فرنسا وكأنها نفس الأحداث التي حدثت في الدول العربية.

شرمحة:

كم كان الشعب الكويتي راقياً في تظاهراته إذا ما قارناه بما فعلته «السترات الصفراء» في فرنسا، لكن بعض المرتزقة وأصحاب المصالح صوروه بصورة مخالفة للواقع، وخونوا المتظاهرين واتهموهم بالعمالة والخيانة!


تعليقات

اكتب تعليقك