أمين عام رابطة العالم الإسلامي محمد العيسى يحذر من مخاطر التصنيف والإقصاء ويطالب بتعزيز مفاهيم الدولة الوطنية وقيمها المشتركة
خليجيأكد أن غياب الحوار والسجالات العقيمة السبب الرئيس لعدد من السلبيات
الآن - وكالات ديسمبر 12, 2018, 9:55 م 1294 مشاهدات 0
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، خلال كلمته أثناء عقد مؤتمر "الوحدة الإسلامية- مخاطر التصنيف والإقصاء"، المنعقد حاليًّا بمكة؛ أن "السبب الرئيس لعدد من السلبيات والتداعيات يكمن في ثلاثة أمور هي: غياب الحوار، والسجالات العقيمة بين المذاهب والطوائف، والتهافت السلبي على الريادة الروحية".
وقال "العيسى": "هذا اللقاء الوَحْدَوِي في تقريبه للرؤى والاجتهادات، والتفافة حول المشتركات، دافعاً بمشاعر الأُخُوّة الإسلامية نحو التطلع الأمثل، محذراً من مخاطر التصنيف والإقصاء، مع تعزيزه لمفاهيم الدولة الوطنية وقيمها المشتركة؛ يُعَدُّ الأولَ من نوعه "كمّاً وكيفاً" تحت مظلة رابطةِ الشعوب الإسلامية في رحابِ مكةَ المكرمة، ويصحب التقدير الكبير للهيئات والمؤسسات الإسلامية الحكومية والأهلية الحاضرة معنا اليوم التشرفُ بشخصياتها أيضاً، وذلك لمتانة كُلّ منهم في العلم والفكر الشرعي قبل وصفه المؤسسي؛ فهذا اللقاءُ الاستثنائيُّ هو في المرتبة الأولى لقاءُ كبار علماء ومفكري الأمة المشهودِ لهم بالرسوخ من قبل الجميع".
وأضاف: "عندما نجد أن عموم مفتي العالم الإسلامي وكبارَ علمائه معنا اليوم مُلَبِّين دعوةَ الرابطة لموضوع هذا المؤتمر المهم، منعقداً في الرحاب الطاهرة؛ نُدرك يقيناً أن وجدان سادةِ الأمة في العلم والفكر ينطوي على خير وفير، مبشراً بمستقبل أكثرَ وعياً وعطاءً في مواجهة مخاطر الشقاقِ والفُرقة، والتطرف والإرهاب، ومخاطر النظرةِ العَجْلَى نحو الآخر غير الإسلامي في زمن يتطلب مزيداً من التأنّي والحكمة والنظر بتمَعُّنٍ في المآلات، علاوة على أهمية سبق الجميع بحسن النوايا وإرادة الخير لهم، فهذا المؤتمر جاء في سياق الهداية الربانية؛ حيث يقول الحق سبحانه: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
وزاد "العيسى": "إنه لقاءُ الحوار والتقارب والخُطَطِ العملية لتحقيق التطلعات التي نتوخّاها جميعاً من مخرجاته، وما أحسن أن يكون الأخ قريباً من أخيه حَسَنَ الظن به، يُبادره بقبول عُذره وتفهُّم سُنة الله في الاختلاف والتعدد مع تِبْيَان ما يراه حقاً وصواباً بالحكمة والموعظة الحسنة، دون استعداء ولا استعلاء ولا تشهير، فضلاً عن مجازفات التكفير ونحوه، ولقد أثبتت استطلاعاتُ الرابطةِ التشخيصية أن السبب الرئيس لعَدَدٍ من السلبيات والتّدَاعِيَات يكْمُنُ في ثلاثة أمور: أولها غيابُ الحِوَار المنفتح بأدبه العالي، فالإنسانُ عندما ينغلق على نفسِهِ أو على مجموعتِهِ الخاصة فإنما يدورُ حول ذاته في حَلَقَةٍ مُفْرَغَةٍ تستحكم مع الزمن، منكفئةً على نفسها ومتوجسةً من غيرها".
وبيّن أن "ثانيها: السجالاتُ العقيمةُ بين المذاهب والطوائف بذرائعَ واهيةٍ عادتْ بمفاسدَ تفوق مصالحها المتوهمة، وشاهدُ ذلك حالةُ التداعي المُطَّردِ بينها، وغيرُ خافٍ أن بيانَ الحق يَسْبِقُهُ التأليفُ والرحمةُ واللين مع الجميع، كما هو خُلُقُ الإسلام الرفيع، مع اليقين بأن كلاً منَّا مكلفٌ بالبلاغ فحسب، ومن ضاق ذَرْعاً بعد ذلك، أو زادَ عنتاً وشغباً فقد نكث أخوة الإسلام وسَمْتَه، وثالثها: التهافُتُ السلبيُّ على الريادة الروحية في خصوص شأنها العلمي والفكري، وهنا نقول إنه لا ريادةَ حصريةً في ذلك لأي فرد ولا مؤسسة؛ إذ لا كهنوت في الإسلام، كما أنه لا عصمة لأحد بعد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكلُّ تَهَافُتٍ في هذا هو ـ في ثاني الحال ـ دعوةٌ لغلق السعة العلمية، مع إلغاء الآخرينَ، وفرضِ الهيمنةِ عليهم من جانبٍ واحد، مع احترازنا في هذا إلى أهمية إرشاد العُموم لسؤالِ أهل العلم والإيمان في أفرادهم ومؤسساتهم، كما أننا ندعو إلى أهمية التعاون بين تلك المؤسسات والأفراد مع التقدير والإكبار لهم جميعاً".
وأشار إلى أن حضورَ ذلك المؤتمرِ جاء من 127 دولةً، حافلاً بمشاركةِ مئاتِ العُلماء والمفكرين والباحثين، وباسمهم جميعاً "وهُم الوفد الميمون على البلد الأمين"، وقال: "نشكرُ خادمَ الحرمين الشريفين الملكَ سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحبَ السموّ الملكي وليَّ عهدِه الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظهما الله ـ على الحفاوة والرعاية، والشكر موصولٌ لصاحب السمو الملكي مستشارِ خادم الحرمين الشريفين أمير منطقةِ مكةَ المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ على تشريف حفل هذا المؤتمر نيابةً عن مقام راعيه الكبير، وأصالةً عن نفسه؛ حيث عَهِدَت الرابطة من سموه الكريم الدعمَ والمباركة".
تعليقات