صلاح الساير يكتب عن البراغماتية الخليجية

زاوية الكتاب

كتب صلاح الساير 1318 مشاهدات 0


الأنباء:

صحيح أن بعض الصحافيين أو الناشطين في الغرب وأميركا يرتبطون، أو يتعاطفون مع منظمات ومؤسسات ممولة من دول لا تخفي رغبتها في تدمير الخليج ودعم الفوضى فيه. ولذلك تسعى إلى شيطنة الخليج وربطه بالعنف الديني والتطرف. بيد أن الحق يستدعي نقد الذات والبحث عن الممارسات التي تشد أنظار الإعلام المحايد وتجعله يقف المواقف المعادية لنا.

إذ ليس من الإنصاف، أو المنطق، أو الصواب وصف كل صحافي أو ناشط يكتب أو يصرح بطريقة عدائية ضد العرب أو الخليج تحديدا بانه يعمل لخدمة دولة أو جهة معادية لنا. ذلك ان عدم موضوعيته وتعصبه ضدنا قد تنبعان من ذاته وليس بالضرورة أن يكون مدفوعا من الآخرين.

****

لأسباب عديدة ارتبط العنف بمجتمعات ودول (الخليج العربي) أو هكذا تمت برمجة الذهنية الغربية. فقد كان الفلسطيني يخطف الطائرات ويفجرها وهو ملثم بغترة (خليجية) لا يعتمرها في حياته الاعتيادية. ولن ننسى المجاهدين العرب في أفغانستان، إلى (السعودي) أسامة بن لادن، إلى أحداث (غزوة منهاتن) إلى التمويل الشعبي للدواعش.

والموقف المساند من قناة الجزيرة (القطرية) للعصابات الجهادية وظهور شخصيات (كويتية) تحمل السلاح في سورية. وغيرها من أحداث ومشاهد عمقت هذا الربط المرعب. وذلك أمر جلل يستدعي جهودا خليجية ذكية لفك الارتباط الذهني بيننا وبين الإرهاب وإعادة رسم الصورة.

****

هذا التغيير الضروري ليس مستحيلا. فالأنظمة الحاكمة في الخليج تميزها براغماتية تراكمت نتيجة الخبرة وهي قادرة على التأقلم مع المتغيرات الإقليمية والدولية. ففي زمن عبدالناصر تمكنت المنطقة من استيعاب شعاراته وشاركت في حروبه العبثية وفتحت أسماعها لأغنياته التافهة و(ناصر كلنا بحبك) وفي زمن السادات العظيم قمنا بمجاراة (جبهة الصمود والتصدي) وتمت مقاطعة مصر، ومع استيلاء خميني على الثورة الشعبية في إيران أذنت الدول الخليجية للصحوة السنية بأن تطلع فوق السطح لمواجهة أوهام خميني المتعلقة بتصدير الثورة من باب المخاطبة بالمثل! فهل يستجيب الخليج للمعطيات الجديدة ويرخي حبال أشرعته للريح؟

تعليقات

اكتب تعليقك