زايد الزيد يكتب عن تجربة مجلس التعاون الناجحة والأزمة الخليجية وما خلفته من جراحات عميقة

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 714 مشاهدات 0


النهار:

تعد تجربة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي بدأت عام 1981 أحد أهم وأنجح التجارب الوحدوية العربية متجاوزة بحنكة قادتها وسياستهم عددًا من التجارب العربية الأخرى التي اكتسبت طابع الشعارات أكثر مما اكتسبت طابع الفعالية.
وحققت الدول الخليجية تقدماً كبيراً في ميدان الوحدة في بعض المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بانجاز اتفاقيات وحدوية في مجالات خدمية وتجارية وجمركية كان لها الأثر الكبير في تسهيل تنقل وعمل مواطني المجلس بين بلدانه بشكل يسير، وسط تمتع هذه الدول بناتج محلي إجمالي ممتاز ودخل فردي مرتفع حتى باتت دول الخليج مضرب المثل في الوحدة السياسية والنجاح الاقتصادي والترابط المجتمعي عند مواطني الدول العربية الأخرى على الأقل.
وأثبت الخليجيون صحة هذه الوحدة وهذا الترابط أثناء فترة الغزو العراقي الغاشم ضد دولة الكويت حينما احتشدت الجيوش الخليجية بالتعاون مع قوات التحالف الدولية لتحرير الكويت وسط دعم سياسي واقتصادي في المحافل الدولية لمشروع التحرير المستحق من براثن نظام الرئيس العراقي المقبور.
هذه التجربة الناجحة تعرضت للاهتزاز بعد الأزمة الخليجية منتصف العام الماضي، لكنها وعلى عكس أمنيات البعض لم تفشل أو تسقط بفضل إيمان القادة الخليجيين بضرورة إدامة الوحدة وتجاوز الخلافات في أقرب وقت إضافة إلى التدخل الحكيم والتاريخي من سمو الأمير ووساطته لحل الخلافات العالقة بين البلدان الخليجية.
والقمتان الخليجيتان اللتان عقدتا في الكويت والرياض على التوالي رغم وجود الأزمة هما أوضح مثال على حرص الخليجيين وإيمانهم بضرورة وجود مجلس التعاون والتوحد لحمايتنا من الأخطار الإقليمية التي تتهددنا.
لذلك يتطلع مواطنو مجلس التعاون الخليجي اليوم بكل شوق لنجاح قمة الرياض، فالأزمة الأخيرة خلفت جراحات عميقة علها تندمل.

تعليقات

اكتب تعليقك