من الأمثال الشعبية .. "مثل شور حمدة على غيلان"
منوعاتدكتور يعقوب الحجي رصد في كتابه " الفلكلور البحري الكويتي" عادات وخرافات وأغاني وأمثال شعبية
الآن - كونا ديسمبر 6, 2018, 11:30 ص 1039 مشاهدات 0
یعد التراث البحري بما یحوی من امثال ومفردات وأھازیج جزءا لا یتجزأ من الثقافة الكویتیة ومكونا رئیسیا من مكونات الھویة الكویتیة بكل ما یحملھ من عناصر فنیة متعددة.
وتبدأ العناصر الفنیة لھذا التراث المھم من المفردة البحریة ثم أغاني ال (یامال) فأھازیج البحر وتنتھي بالأمثال والحكم التي ترتبط بالبحر وواقع الحیاة فیه.
وفي ھذا السیاق عرف الباحث الكویتي الدكتور یعقوب یوسف الحجي في كتابه بعنوان (الفلكلور البحري الكویتي) الصادر عن مركز البحوث و الدراسات الكویتیة في عام 2009 الفولكلور بأنه یتعلق بكل العادات الاجتماعیة والأخلاقیة والممارسات والخرافات والأغاني الشعبیة والأمثال والكنایات ذات الصلة.
وقال الدكتور الحجي ان الامثال والمفردات التراثیة البحریة في دول الخلیج عدیدة ولیس المقصود بما یحتویھ الكتاب جمعھا والتعلیق علیھا ولكن مجرد إعطاء فكرة عنھا.
واوضح في كتابه انه كان یقال على سبیل المثال قدیما ان (إذا طبع دوس تریجه) ومعناه انه إذا (طبع) اي دخل الماء السفینة بحیث یصعب إنقاذھا فلا فائدة من المقاومة ولا ینفع الوقوف على (التریجه) وھي اعلى لوح خارجي في جسد السفینة فھي غارقة لا محالة.
ودلل على ذلك بأن الشاعر الكویتي الراحل زید عبدالله الحرب استخدم في احدى قصائده المثل البحري (إذا غط تریجه ما تفید التلابیس) ومعناه انه إذا ما وصل الماء إلى ألالواح العلیا من السفینة فلا فائدة من وضع حواجز الحصیر اي (التلابیس) لحجب الماء عنھا وحمایتھا.
ومن بین الأمثال البحریة الاخرى التي وردت في كتاب الحجي ولایزال البعض یرددھا الى الآن مثل (عومة مأكولة ومذمومة) ومعناه انھم "یعیبون على الشيء ولكنھم ینتفعون منھ في الوقت ذاته كمثل (سمك السردین) العومة الذي ینعتونھ بأنھ سمك رديء ومع ذلك یأكلونه.
واضاف الحجي أن من أروع الأمثال التراثیة البحریة الكویتیة القدیمة ھي ما دار بین شاعرین راحلین كویتیین شھیرین ھما محمد بن فوزان وعبدالله الفرج اذ أرسل بن فوزان لصدیقھ الفرج قصیدة یقول في أحد أبیاتھا ( ومنین ما تلتاح فالرق حواش والبلد حذفه ما یجدیه راعیه) فرد علیھ الشاعر الفرج بقصیدة منھا ھذا البیت (من یطلب العالي یصبر على الراش وما كاد أوله ھان تالیه).
وبین أن ھذین البیتین جریا مجرى الأمثال عند الناس ومعناھما انه من یسعى للأمور العظیمة لا بد أن یتحمل المصاعب ومن یرید العودة الى الأھل والوطن بعد رحلة سفر طویلة علیھ أن یصبر على رذاذ الماء المالح الذي یلفح وجوه البحارة فما كان أولھ صعبا فان نھایتھ سوف تكون سھلة.
واوضح ان (منین ما تلتاح فالرق حواش) تعني أن المیاه الضحلة لا بد أن تواجھك حین تقترب من الساحل وكیف لك أن تھرب منھا اذ لا مفر.
وذكر في كتابه ان ھناك ایضا أمثالا تراثیة بحریة قدیمة ارتبطت بقصص مشھورة بعضھا واقعي حدث في ذلك الزمان وبعضھا الآخر ارتبط بالأسطورة ومن بینھا قصة الشاب (غیلان) الذي أشارت علیه معشوقتھ آنذاك وتدعى (حمدة) بأن یعمل (غیصاً) على سفن الغوص على اللؤلؤ لأن (الغیص) كان یدفع له الكثیر من المال بعد انتھاء الرحلة.
وأوضح ان (غیلان) حینما بدا الغوص انقطع نفسه وھو تحت سطح البحر في ظاھرة تعرف عند أھل الغوص قدیما ب (السنا) فھرع على اثرھا بقیة (الغاصة) و(السیب) الى الغواص لرفعه الى سطح السفینة وانقاذه ومن ھنا جاء المثل (مثل شور حمدة على غیلان) أي ھذا ما جناه اقتراح حمدة على غیلان .
تعليقات