تقرير ... الفلسطينيون تحدوا قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة إسرائيل ب 345 شهيداً

عربي و دولي

الآن - كونا 568 مشاهدات 0


بعد مرور عام على قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب نقل السفارة الامريكية من (تل ابيب) الى مدينة القدس مازال الفلسطينيون بجميع مكوناتهم السياسية الرسمية والشعبية والحزبية يواصلون تحدي الاجراءات الامريكية بكل ما اتيح لهم من وسائل دبلوماسية وشعبية على الارض اتضحت جليا بإقامة عشرات التظاهرات بمناطق متفرقة بالأراضي الفلسطينية ادى بعضها الى سقوط شهداء وجرحى الى جانب الالتحاق والانضمام الى عشرات المعاهدات الدولية وممارسة حقوق الدولة الفلسطينية.

فمنذ أن أعلنت واشنطن رسميا اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر العام الماضي استشهد 345 فلسطينيا من بينهم 71 قاصرا في وقت مازالت تحتجز إسرائيل جثمان 22 شهيدا قتلوا برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي اثر مشاركتهم في التظاهرات الرافضة للقرار الامريكي وسياسة سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وفى اليوم الذي اعقب قيام ترامب بالتوقيع على القرار الامريكي عم الإضراب العام القدس ومدن الضفة الغربية وقطاع غزة في السابع من ديسمبر الماضي احتجاجا على قرار الادارة الأمريكية واعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وعزمها نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس صاحبته موجة احتجاجات عارمة بكل الاراضي الفلسطينية.

وانطلقت في 30 مارس الماضي في ذكرى (يوم الارض) شرارة التحرك على الأرض والمواجهات الرافضة للسياستين الأمريكية والإسرائيلية بمسيرات (العودة الكبرى وكسر الحصار) والتأكيد على حق الفلسطينيين في أراضيهم ومقدساتهم الاسلامية ورفضهم لكافة القرارات بشان مدينة القدس مؤكدين على اسلاميتها وانها ستبقى عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة وان كل القرارات لن تغير من واقعها شيئا.

وأدت المسيرات التي انطلقت على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة والاراضي المحتلة عام 1948 في 5 مخيمات رئيسية الي استشهاد نحو 225 فلسطينيا واصابة 24 الفا اخرين كان اكثرها احتداما في ذكرى (النكبة) بمنتصف مايو الماضي والتي تزامنت مع افتتاح السفارة الامريكية بالقدس تنفيذا للقرار لتسفر المواجهات في يوم واحد عن استشهاد نحو 55 فلسطينيا.

وحول الموقف السياسي للسلطة الفلسطينية منذ اعلان الادارة الامريكية قرارها بشأن المدينة المقدسة اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان ذلك يمثل انسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام وقام عباس بتوقيع عشرات المعاهدات والاتفاقات الدولية التي تمكنه من المشاركة في كافة المحافل والمنظمات الدولية.

ووفقا لمراقبين سياسيين فان انضمام السلطة الفلسطينية الى المعاهدات الدولية سيتيح لها البدء بإحالة ملف جرائم الحرب الإسرائيلية إلى المحكمة الجنائية الدولية ومطالبة المدعي العام بفتح تحقيق في الملفات المقدمة لها وهي (الاستيطان) و(حرب غزة) و(ملف الأسرى) حيث ستكون الإحالة على أساس توجيه الاتهامات للأشخاص من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ما يمكنها من تقديم أسمائهم إلى الجنائية الدولية لارتباطهم بجرائم حرب موثقة.

الا ان الادارة الامريكية وفي ظل التضحيات التي قدمها الفلسطينيون والادانات الدولية لقرار نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس واصلت خطواتها ضد الشعب الفلسطيني ومكوناته السياسية والتاريخية والدينية بقرار جديد في سبتمبر الماضي يقضى بإغلاق مكتب (منظمة التحرير الفلسطينية) التي تعد الممثل المعترف به دوليا للشعب الفلسطيني منذ توقيع اتفاق (اوسلو) عام 1994 في العاصمة الامريكية.

وادعت الخارجية الأمريكية حينها ان (منظمة التحرير) لم تتخذ أي خطوة لدعم البدء في مفاوضات مباشرة وجادة مع إسرائيل معربة عن إدانتها "رفض" الفلسطينيين ما يسمى بخطة السلام الامريكية او (صفقة القرن).

كما انتقلت إجراءات البيت الأبيض من المؤسسات الفلسطينية الى الهيئات الدولية ووقفها تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مما ادى الى حدوث عجز مالي هو الاول من نوعه في المؤسسة الدولية منذ تأسيسها ترتب عليه تقليص خدماتها لالاف اللاجئين الفلسطينيين في خمس مناطق عمليات تشرف عليها (أونروا).

ووسط تصاعد وتيرة التظاهرات والبيانات المنددة قامت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بإطلاق حملة دولية واسعة حملت عنوان (الكرامة لا تقدر بثمن) لسد العجز المالي وهو ما تحقق في الاشهر الاخيرة من العام الحالي بتقديم عدد من الدول العربية والاوروبية منحا مالية زادت من قدرة (اونروا) على الاستمرار ومواجهة القرار الامريكي عبر تنوع مصادرها المالية من دول العالم لتعلن رسميا عن تجاوزها للازمة المالية الخانقة.

ومازال الفلسطينيون مستمرين في مسيراتهم الشعبية على طول الحدود الشرقية والشمالية والغربية لقطاع غزة تزامنا مع التحرك الدبلوماسي الفلسطيني وخوضهم معارك للمشاركة بكافة اجتماعات المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية التي انضمت اليها عقب القرار الامريكي بشان القدس.

ويؤكد الفلسطينيون بذلك استمرار النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي الى ان يتم تطبيق القرارات الاممية ونيل حريتهم كما كفلتها القوانين الدولية وحقهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين

تعليقات

اكتب تعليقك