شراء الأصوات

محليات وبرلمان

معصية لله ورسوله وخيانة وجريمة بحق الوطن

1037 مشاهدات 0


من أعظم ما حمله الإنسان في هذه الدنيا وتميز به عن باقي المخلوقات هي الأمانة، فقال الله تعالى في محكم تنزيله (إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَاتِ و َٱلأَرْضِ و َٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) آية 72 من سورة الأحزاب‏، وتبين من الآية الكريمة أن الأمانة شأنها عظيم وأمرها جليل، وأن الأمانة تعم جميع وظائف الدنيا والدين، أي أن 'السر' بين الاثنين أمانه، كذلك السمع والبصر أمانة لدى الإنسان يجب ان يستعملهما لطاعة الله سبحانه وتعلى، الأبناء أمانه لدى والديهم ويجب عليهم ان يعلمانهم الدين وان يصلحوا أمورهم، كذلك صوتك أيها الناخب أمانه، عندما تصوت يجب ان تختار من هو يخاف الله ويعمل على طاعته أولا ويساعد الناس في الخير، وعندما تختار عكس ذلك بهذا الفعل فقد خنت الأمانة.
شراء الأصوات هو خيانة للأمانة خيانة للوطن التي ائتمنتك على صوتك لكي تدلي به لمن هو كفء وصاحب أمانة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنهما ، أنه قال : 'لعن الله الراشي والمرتشي' وقد رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه .
 كذلك المرشح هو حامل للأمانه عندما يتولى ثقة الشعب ويصبح في البرلمان فقد حمل أمانه، ويجب عليه ان يحافظ عليها وألا يستخدمها في منفعة نفسه وينسى منفعة الناس، ويترك الآخرين يتحسرون على اختيارهم له.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم'إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال: 'إذا أسند الأمر إلى غير أهله فإنتظر الساعة' رواه البخاري، ويدل من الحديث ان اضاعة الأمانة من علامات الساعة وان ضياعها يدل على تفشي الفساد، وان الأمر قد وصل إلى حد إضاعة الأمانة وعدم الثقة بين الناس، ‏‏وقال الحق تعالى في سورة النساء آية رقم 58 (‏إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) وتدل الآية الكريمه على أنه يجب على الإنسان ان يؤتي حقوق الله سبحانه وتعالى من صلاة وصيام وزكاة وغيرها، وحقوق العباد كالأمانات والودائع، كذلك ان من صفة المؤمن ان يؤتي الأمانة لأهلها وحفظها وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أيضا في سورة المؤمنون الآية 8 (والذين هو لأماناتهم وعهدهم راعون) أي من صفة المؤمن حفظ الأمانة وقد أثنى الله عليهم في هذه الآية وان من صفات المؤمن حفظهم الأمانة.
كما اتفق عدد من العلماء بأنه لا يجوز شرعا أن يلزم المرشح أو غيره ناخبا أن يحلف على المصحف بأن يعطيه صوته؛ وذلك لمفاسد عديدة وأضرار كبيرة، منها أن هذا الإلزام ليس بلازم، بل هو بدعة في الدين أن يأمر المرشح أو غيره الناخب ويضطره إلى القسم على القرآن أن يعطيه صوته، ولاشك أن هذا من محدثات الأمور في الإسلام، وقال النبي: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» رواه البخاري.

وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم خائن الأمانة بالمنافق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (آية المنافق ثلاث - إذا حدث كذب - وإذا وعد أخلف - وإذا اؤتمن خان) متفق عليه، فعلى كل من يتوجه إلى صناديق الاقتراع في 16 / 5 / 2009م أن يراعي الله جل جلاله ورسولنا صلى الله عليه وسلم، ويراعي الكويت الغالية، وطلب حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، بإختيار مرشحين قادرين على تحقيق المنافع للناس والدفع بكل قطاعات التنمية المختلفة بالبلاد لتعود الكويت درة للخليج، وكل هذا لن يتحقق إلا اذا ابتعدنا عن الطائيفية والقبلية والعنصرية، وجعل معيار الكفاءة هو المؤشر الوحيد لإختيار مرشح قوي وأمين قادر عن الدفاع عن قضايا المواطنين، حيث ورد قول الفتاة لوالدها واصفة موسى عليه السلام في قوله تعالى 'يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين'. 
 
نسأل الله أن يعيينا على حفظ الأمانة، وان يحفظنا ويغفر لنا فهو الغفور الودود الرحيم.

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك