إقبال الأحمد تكتب عن التجاهل الحكومي للإكتشافات الأثرية الأخيرة
زاوية الكتاباكتشاف أثري ضخم لحياة بشرية في منطقة الصبية منذ أكثر من 7000 سنة، وفي منطقة الخيران عثروا أو تم اكتشاف مدافن ركامية تعود إلى 2500 سنة قبل الميلاد، ومؤخراً أعلن عن اكتشاف مذهل في موقع بحرة شرق البلاد يعود إلى 7500 سنة.
وقد وصف متخصصون هذا الاكتشاف بأنه مذهل، لأنه يعود إلى فكرة تشكل ثقافة الإنسان في نهاية العصر الحجري، التي مهدت لظهور أقدم حضارة في التاريخ، وهي حضارة سومر.
ما تم اكتشافه في بحرة، كما تم الإعلان عنه، وكما قيل انه قد يغير طريقة تفكيرنا في الحضارة الإنسانية، وقد يغير المعتقدات السابقة بشأن بداية الحضارة الإنسانية المتطورة.
فقد تم العثور على معبد ومساحة كبيرة من المباني، مما يشير إلى تخطيط المدينة، وهو أمر مدهش للغاية في موقع في هذا التاريخ.
كما تم العثور على 10 هياكل و16 ألف قطعة فخارية، مما يشير الى ان هذا المكان يعتبر أكبر مستوطنة تابعة لحضارة «عُبيد» تم العثور عليها في شبه الجزيرة العربية حتى الآن.
الشيء العجيب والغريب أن هذه الاكتشافات الأثرية الضخمة لم تتفاعل معها الجهة المعنية الرسمية في الكويت بالشكل اللازم، وبحجم يتلاءم مع أهميتها على خريطة الآثار والحضارات.
ما حصلنا عليه هو تصريح من هنا وهناك، من فلان أو ذاك المسؤول، تصريح صحافي أو لقاء تلفزيوني. كان من الأجدر أن يعقد مؤتمر صحافي كبير، تسبقه حملة إعلانية ضخمة عنه. وتدعى إليه كل وكالات الأنباء وكل الجهات العالمية المعنية، للإعلان عن هذا الاكتشاف الكبير، حتى يكون التفاعل على مستوى الحدث.
هذا أولاً، أما ثانياً فيفترض أن تعلن الدولة عن خطتها القادمة للتعامل مع هذه الاكتشافات الأثرية، وكيف ستستغلها الكويت لتعريف العالم بها، وفتح الأبواب للمهتمين والمتابعين لكل ما يتعلق بالآثار على مستوى العالم.
وهل هناك تفكير لوضع استراتيجية سياحية تجذب المهتمين حول العالم للتعرف على هذه الآثار الجديدة بالكويت؟!
الخبر مر علينا كخبر عادي، وكأنه تم اكتشاف جرة أو عملة صغيرة. نريد ان نعرف حجم هذا الاكتشاف وأثره على الكويت، وكيف سيتم استغلال هذه الاكتشافات في الجانب السياحي.
بالفعل محزن هذا الإعلان الخجول لحدث أو اكتشاف بهذا الحجم وطريقة ومستوى التفاعل مع هذه التطورات الأثرية الأخيرة.
تعليقات