د. وائل الحساوي يكتب عن شجاعة الأزهر في قضية المساواة بالميراث
زاوية الكتابكتب وائل الحساوي نوفمبر 29, 2018, 12:01 ص 597 مشاهدات 0
الراي:
رغم اختلاط الأمور في عالمنا اليوم وهيمنة الباطل على كثير من الأمور وسكوت أصحاب الحق عن الصدع بالحق تجنّباً للصدام مع أصحاب الباطل والذي يؤدي في النهاية إلى نتائج غير محمودة على المتكلمين بالحق، إلا أنه يوجد في البلاد الإسلامية اليوم كثير من العلماء والمؤسسات الدينية التي تصدع بالحق من دون مواربة، وتقول كلمة الحق... لا تخشى في الله لومة لائم، ومنهم الشيخ الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف - حفظه الله، الذي تصدى بالأمس لدعوة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، إلى تغيير أحكام الميراث والمساواة بين الرجل والمرأة في أحكام الميراث، ما أثار ضجة كبيرة في أوساط المسلمين واستنكاراً واسعاً من جميع من له اهتمام بالشأن الإسلامي، وعلى رأسهم مفتي تونس الذي رفض تلك الدعوة المشبوهة!
أما هيئة كبار علماء الأزهر فقد كانت الأوضح في رفض تلك الدعوة، وبيان تصادمها مع أحكام الشريعة الاسلامية، إلى درجة أن كثيراً من الصحف المصرية قد رفضت نشر ذلك البيان الذي أصدره الأزهر!
قبل أيام نظّم الأزهر ندوة كبيرة لمناسبة المولد النبوي الشريف، حضرها كثير من علماء الأزهر وعلى رأسهم شيخ الأزهر، كما حضرها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ولقد تكلّم شيخ الازهر في ذلك الاحتفال بكلام يُوزن بماء الذهب. فقد تكلّم الشيخ عن حجية السنة النبوية، وأنه لا يمكن الاستغناء عنها بالقرآن الكريم وحده، وهاجم الذين ينادون بسلخ السنة من الدين والاكتفاء بالقرآن وحده!
وتكلّم الشيخ عن علم الإسناد عند المسلمين وأنه قد حفظ الدين من التحريف!
واستدل بكلام المستشرق الانكليزي الشهير مارغور يوس، الذي قال إن من حق المسلمين أن يفتخروا بعلم الإسناد، الذي لا يمكن الشك فيه رغم الصعوبة التي بذلها المسلمون لتحقيق ذلك!
اما ألويس شبرنجر - المستشرق الألماني - فقال «إن الدنيا كلها لم تر ولن ترى أمة مثل المسلمين، فقد درسوا حياة نصف مليون رجل بسبب علم الرجال الذي صمّموه والذي لا نظير له في العالم كله».
ثم ذكر الشيخ عن طائفة ستأتي تطعن في السنة وتكتفي بالقرآن. فذكر حديثاً للرسول صلى الله عليه وسلم: «يوشك رجل منكم شبعان متكئ على أريكته يُحدّث بحديث من حديثي، فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه، وما وجدنا فيه حراماً حرمناه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله».
جزى الله شيخ الأزهر على شجاعته وصدعه بالحق، لا يخشى في الله لومة لائم، وهدى الله المسلمين إلى طريق الحق!
خطأ غير مقصود
وقع خطأ مطبعي غير مقصود في مقالي السابق «هاروت وماروت»، قد يفهم منه خطأ بأن الله تعالى قد أرسل الملكين «هاروت وماروت» للفساد في الأرض، والصحيح أني قد ذكرت بأن الله تعالى أرسل الملكين وأنزل عليهما السحر امتحاناً وابتلاء من الله لعباده، لكن اليهود - لعنهم الله - سعوا للفساد في الأرض ونشر السحر بين الناس باسم سليمان عليه السلام، فقال تعالى: «...وما كفرَ سليمانُ ولكنّ الشياطينَ كفروا» لذا وجب التنويه على ذلك الخطأ!
تعليقات