وزراء الخارجية العرب يتمسكون بمبادرة السلام ويقرون خطة لدفع عملية السلام
عربي و دوليمايو 7, 2009, منتصف الليل 579 مشاهدات 0
خيم الهدوء التام علي اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الذي عقد اليوم الخميس في القاهرة بناء علي طلب السلطة الفلسطينية لمناقشة ثلاثة بنود تتعلق بالقضية الفلسطينية وفي مقدمتها المخططات الإسرائيلية في القدس الشرقية والتحرك العربي لتحريك المياه الراكدة في عملية السلام خلال المرحلة المقبلة فضلا عن تكثيف الاتصالات العربية علي الصعيد الدولي خاصة مع الولايات المتحدة, قبيل إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما لرؤيته الخاصة بعملية السلام والصراع العربي - الإسرائيلي.
وشارك في الاجتماع المغلق 11 وزيرا من وزراء الخارجية العرب, وكان من أبرز الغائبين وزراء كل من المغرب التي ترأس لجنة القدس وقطر الرئيس الحالي للقمة العربية والتي رأس وفدها وزير التعاون الدولي خالد عطية وسوريا الرئيس السابق للقمة العربية حيث مثلها سفيرها لدي مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية يوسف أحمد. كما غاب وزير خارجية ليبيا, الرئيس المقبل للقمة العربية ومثلها المستشار الاول بالمندوبية المقيمة المبروك ميلاد, كما غاب أيضا وزراء خارجية لبنان والعراق وسلطنة عمان والكويت وجمهورية القمر وجيبوتي.
وعقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى, ثم بدأ الاجتماع الرسمي للوزراء بالاستماع إلي تقرير من وزير الخارجية الأردني ناصر جودة حول نتائج زيارة العاهل الأردني إلي الولايات المتحدة واجتماعه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
من جانبه, أكد الأمين العام للجامعة العربية خلال الاجتماع أنه لا تعديل في مبادرة السلام العربية لأن المبادرة تقوم علي الالتزامات المتبادلة بين العرب وإسرائيل. وشدد أيضا علي ضرورة وقف المستوطنات وتهويد القدس وأن يكون عام 2009 حاسما بالنسبة لعملية السلام وفقا للتفاهمات السابقة وقرارات الشرعية الدولية مع عدم العودة إلى المربع صفر من جديد.
وبحث الاجتماع ثلاثة بنود متعلقة بالقضية الفلسطينية, كان في مقدمتها تقرير لجنة الخبراء الدوليين المستقلة لتقصي الحقائق حول الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية أثناء العدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني في غزة, ثم التحرك العربي لمواجهة خطر المخططات الاسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة, وأخيرا متابعة التطورات المتعلقة بالصراع العربي-الإسرائيلي.
وقال مصدر دبلوماسي عربي شارك في الاجتماع إن الجامعة العربية عرضت أمام الاجتماع مذكرة تفصيلية بشأن التحرك العربي لمواجهة خطر المخططات الإسرائيلية في القدس حيث ارتفعت في الفترة الأخيرة وتيرة الانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية المتناهية الخطورة لتغيير معالم مدينة القدس العربية وتركيبتها السكانية والعدوان علي مقدساتها الإسلامية والمسيحية وتنفيذ مكثف وخطير للمشروع الاستيطاني التهويدي في المدينة, بهدف تهويدها وإلغاء الوجود والهوية العربية والإسلامية والمسيحية فيها والقضاء علي إمكانية أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية مستقبلا.
ودعت المذكرة إلي إصدار قرار أو بيان يتضمن إدانة إسرائيل وتحميلها المسئولية عن الانتهاكات في مدينة القدس ودعوة المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة واللجنة الرباعية إلى ممارسة أقصي ضغط لوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية في القدس والتأكيد علي أن هذه الممارسات تشكل عقبة خطيرة أمام استئناف عملية السلام, ودعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة خاصة للبحث في عدم التزام اسرائيل بقراراتها بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس وعدم احترامها الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن جدار الفصل العنصري, والقيام بحملة دبلوماسية عربية اسلامية شاملة لتوضيح الموقف العربي الاسلامي تجاه القدس.
وقد طرح الأمين العام للجامعة العربية علي وزراء الخارجية ما قام به من مشاورات ولقاءات مع مجموعة من المتخصصين العرب والدوليين في مجال القانون الدولي والقانون الانساني الدولي. وقد أعدت هذه المجموعة تقريرا حول الزيارات الميدانية التي قامت بها في قطاع غزة والتي شملت مسؤولين من الأمم المتحدة وممثلي منظمات المجتمع المدني الفلسطينية والعديد من أهالي الجرحي والضحايا.
وفيما يتعلق بمتابعة التطورات المتعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي, أكد الأمين العام للجامعة العربية أن التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة جراء تشكيل حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو أدت الي ارتفاع مخاطر الصراع العربي-الإسرائيلي. وشدد موسى على أن رفض نتيياهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتفضيله لحل اقتصادي بدلا من الحل السياسي في ظل حكم ذاتي للفلسطينيين اضافة الي التصريحات المتطرفة منذ تشكيل هذه الحكومة بربط عملية السلام مع الفلسطينيين باعترافهم بيهودية دولة إسرائيل, يعني إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينين وقيام اسرائيل بعملية تطهير عرقي وتهجير لفلسطيني 1948 وكذلك تأكيد رفض حل الدولتين.
وأشار موسي إلى أن المساعي الأمريكية لدفع عملية السلام أخذت منحي لافتا للنظر من خلال جولة جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للمنطقة مؤخرا والذي أكد التزام بلاده باقامة دولة فلسطينية مستقلة, وتأكيد هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية أن الموقف الأمريكي إزاء عملية السلام سوف يتبلور إثر لقاء أوباما مع الرئيسين المصري والفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي أواخر شهر أيار/مايو الجاري.
وقال مصدر دبلوماسي عربي شارك في الاجتماع: إن وزراء الخارجية العرب دعوا الي ضرورة مشاركة عربية فاعلة وعلي مستوي رفيع في الجلسة المقررة لمجلس الأمن يوم 11 أيار/مايو الجاري علي مستوي وزراء الخارجية والتي سيتم فيها مناقشة بيان رئاسي لمجلس الأمن في ظل رئاسة الاتحاد الروسي للمجلس حول الشرق الأوسط.
وأشار المصدر الي أن للدول العربية ملاحظات علي مشروع البيان الرئاسي وهي اقتصار العنوان علي الحالة في الشرق الاوسط دون الاشارة الي دولة فلسطين وعدم الاشارة الي قرار 1560 'اجتماع أنابوليس ' كمرجعية من مرجعيات التسوية والإشارة الي ملاحظة أهمية مبادرة السلام العربية. كما لم يشر البيان الي ذكر المستوطنات أو الي جهد مصر في المصالحة الفلسطينية ولا الي دعم مجلس الأمن لعقد مؤتمر موسكو للسلام.
كما طرح علي الاجتماع عدة تقارير تتعلق بالقدس منها تقرير لمركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية وتقرير آخر من دائرة شئون المفاوضات يتعلق بالسياسات الإسرائيلية في القدس الشرقية الي جانب التقرير الصادر عن رؤساء البعثات الأوروبية حول القدس.
وتقدمت ليبيا بمداخلة أمام الاجتماع ألقاها ممثلها في الاجتماع المستشار الأول بالمندوبية المقيمة المبروك ميلاد, أكدت خلالها علي موقفها الثابت من هذه المسألة والمتمثل في أن حل الدولة الواحدة هو الحل الأمثل والممكن تحت اسم 'إسراطين' حسب رؤية العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية التي تضمنها الكتاب الأبيض الذي يعالج هذه القضية والتي تم توضيحها في كثير من المناسبات وأمام قمم عربية عديدة .
وقال ممثل ليبيا: لقد مر وقت طويل علي اطلاق مبادرة السلام العربية, إلا أنها لم تتقدم خطوة واحدة الي الامام بسبب رفض حكومات الكيان الصهيوني المتتالية لأي تسوية للمسألة رغم التنازلات الكبيرة التي قدمها العرب', منبها إلي أن الأمور سوف تصعب أكثر وأكثر خاصة بعد وصول حكومة يمينية متطرفة الي الحكم في إسرائيل.
وأضاف ممثل المندوبية الليبية المبروك ميلاد أنه: إذا كان لابد من التمسك بمبادرة السلام العربية, فإن ليبيا تؤكد على ضرورة أن تشمل المبادرة العربية علي حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ونزع أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية, مطالبة بضرورة أن يتم تتكيف المبادرة العربية للسلام علي أساس هذا السياق.
تعليقات