آمال : علي الطلاق إنك كفو - يكتب محمد الوشيحي

زاوية الكتاب

كتب محمد الوشيحي 709 مشاهدات 0


الجريدة:

على طريقة الرئيس الأميركي الرقيق دونالد ترامب، الذي شكر نفسه في عيد الشكر، ولم ينتظر من أحد جزاءً ولا شكوراً، أنصح حكومتنا الرقيقة أن تحذو حذوه وتفعل فعله. فهذا الشعب لن يشكر، كما يبدو، وكما بدا. وأنصار الحكومة وأتباعها (لم أقل مرتزقتها كي لا يفنى عمري في اللف والدوران بين أروقة المحاكم)، يعاتبوننا: "نراكم تتسابقون لانتقاد الحكومة والانتقاص من أدائها إن قصرت في شيء، وتصمتون صمت الليل أمام إنجازاتها العظيمة".

لذا، على وزير الأشغال أن يخرج للناس في تصريح مقتضب يوجهه إلى نفسه: "شكراً معالي وزير الأشغال بعد نجاة نفق المنقف من الغرق المعتاد"، ثم يرد على نفسه في تصريح مقتضب آخر: "العفو طال عمري. ما سويت شيء. الكويت تستاهل"، ثم يقبل خشمه نفسه بنفسه، قبل أن تنطلق تهليلات أتباع الحكومة وتكبيراتهم.

ويخرج بعده وزير الصحة، في تصريح "أقضب" أو أكثر اقتضاباً من تصريح زميله المذكور أعلاه: "شكراً معالي وزير الصحة على الاستعدادات الخرافية التي شاهدها العالم أجمع وشهد لها. علي الطلاق إنك كفو"، ويرد على نفسه: "ما علي زود يا القرم يا أنا".

لا تحتاج الحكومة منا لا شكراً ولا عفواً، فلم نتكبد عناء اختيارها، ولا نملك، فعلياً، قرار إعفائها ولا إحالتها إلى النيابة والقضاء، فماذا تريد منا هذه الحكومة؟ لتكتب في نفسها قصيدة مدح، أو حتى قصيدة رثاء، إن أرادت، وتذيعها عبر منابرها المختلفة، وتختمها بما يختم به الشعراء قصائدهم: "وسلامتكم"، وترد على نفسها: "صح لسانك"، وتجيب: "صح بدنك".

تعليقات

اكتب تعليقك