مبارك العبدالهادي يكتب: فزعة وطن
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي نوفمبر 23, 2018, 11:12 م 1036 مشاهدات 0
الجريدة:
بعد انتهاء أزمة الأمطار وما صاحبها من أضرار للبعض وما كشفته من فضائح المقاولين، اتضح جلياً للجميع جانب آخر، وهو أبطال الكويت من رجال الإطفاء والشرطة والحرس الوطني والجيش والدفاع المدني والإعلام والكهرباء والصحة والقطاع النفطي، وغيرهم من الذين تعاملوا مع الحدث بكل حِرفية، وزاد هؤلاء الأبطال الجنود الذين عملوا خلف الكواليس من المتطوعين والمتطوعات الذين فزعوا على الفور لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومساعدة بعض المتضررين والمنكوبين، فكل هؤلاء هم من أبناء الكويت المخلصين، بل إن الصورة اكتملت بعد أن شاهدنا قيام بعض المواطنين بتكريم رجال الحرس الوطني والجيش والشرطة والإطفاء بالورود أو فتح أبواب البيوت أمامهم وغيرها من وسائل تعبر عن تقديرهم للدور الكبير الذي قاموا به.
قد يكون الجميع قد لاحظوا هذا الدور المميز لرجال السلك العسكري والإطفاء في هذه الأزمة، ولكن لا يعلمون أن هؤلاء الرجال دورهم حاضر دائما، فلو تطرقنا مثلاً إلى رجال الإطفاء لوجدنا أن الكثير من المراكز تواجه مآسي خلال حرائق الصيف والنيران المشتعلة وسط طقس شديد الحرارة، وما أكثر الحوادث التي شهدتها البلاد خلال الأعوام الماضية، ومنها حرائق أمغرة وغيرها، وكذلك رجال الداخلية من مختلف المواقع الحساسة الذين تجدهم صيفا وشتاء في الشوارع لتأمين الطرقات وتسيير حركة السير أو عبر المنافذ المختلفة، وغير ذلك من الدور الكبير الذي يقومون به من أجل وطن آمن، بالإضافة إلى دور رجال الحرس الوطني الذين يؤمّنون العديد من المنشآت الحيوية فتجدهم يواجهون مختلف الظروف المناخية بينما هناك من يجلس في البيت يخلد في سبات عميق وكذلك رجال الجيش الذين يتواجدون في المعسكرات بالصحراء القاحلة أو بعض الأماكن الحساسة، فهؤلاء الرجال دورهم وعملهم لم يتوقف، ولكن شاءت الظروف أن تكشف للجميع هذا الامتياز الكبير.
أبناء الكويت المخلصون الذين يثبتون للعالم أنهم في أوقات المحن والأزمات يقفون دائما صفا واحدا، وجميعهم يشكلون البيت الكويتي الذي لن يستطيع أحد اختراقه من مختلف أطياف مجتمعه.
هؤلاء الرجال الذين نقف لهم احتراما وتقديرا، بالإضافة إلى أبناء الكويت من المتطوعين والمتطوعات الذين لم تمنعهم الظروف المناخية من الفزعة من أجل وطن، فجميع هؤلاء يجب أن يتم تكريمهم حتى يكونوا قدوة لغيرهم، مع تطبيق جميع العقوبات ضد المتسببين في مآسي بعض المناطق والطرقات.
والمضحك والمبكي هو ظهور شرذمة من الوافدين حاولوا الاصطياد في الماء العكر للاستفادة من أي تعويض قد تصرفه الدولة لهم من باب الضرر الذي لحق بمركباتهم، بينما في واقع الحال هم من أسقطوا أنفسهم في الوحل كالعادة، بينما الشكر موصول لبعض الوافدين الذين أثبتوا حبهم لهذا البلد المعطاء عبر تبرعهم بمساعدة أي صاحب مركبة متضررة.
تعليقات