د. حسين دشتي يكتب: العلم والمعرفة والشخصية.. هرم تقدم المجتمعات

زاوية الكتاب

كتب حسين دشتي 847 مشاهدات 0


الأنباء:

خلق الله الإنسان وميزه بالعقل على سائر الكائنات الحية، ويعتبر قيمة بالغة الأهمية بحد ذاتها، وهبة ربانية قادرة أن تغير مصيراً وأن تبني حضارات وتهدم أخرى، وشخصية الإنسان هي المكون الأساسي الذي تكتسب من خلال العلم والمعرفة، ومن خلال تفعيل مهاراتها، وتطويرها وتغذيتها، وهي التي ترسم للإنسان الطريق السوي الذي يسلكه، وهي من تحدد هويته، وهذا يمكننا من القول إن «شخصيتنا هي التي تعكس صورة كل إنسان».

ومن هذا المنطلق علينا أن ندرك بأن شخصية الإنسان جزء من تصرفاته وأفعاله وكذلك أقواله.

وعلينا أن نؤمن بقدرة المرء على التنبؤ بمناصب ومراكز سياسية كانت، أم اقتصادية واجتماعية وثقافية، قادر أن ينادي بالسلم والسلام، وأن يرفع راية الأمان، بل قادر على أن يحارب الفساد ويقلعه من جذوره... وحتى يتمكن من الريادة والسيادة عليه أن يثق بنفسه أولا، لأن الثقة بالنفس هي اعتزاز المرء بنفسه بكل ما فيها من إيجابيات وأخلاق معترفا بأخطائه، لأن الواثق بنفسه لا يحتاج إلى مدح الناس إياه، كونه يدرك أتم الإدراك بما يقدم ولا يلتفت وراءه ليرى تصفيق الجمهور له، لأنه يعلم أن لا شيء يعجز أمامه.

إذ إن الله عز وجل مدنا بالقوة والعقل، فالعقل هو كون بأكمله قادر على صنع حياة كل شخص.

والإنسان هو سر الحياة، جعله أساسا تبنى عليه الأمم ومثال لكل شيء حي، فهو الذي يعمل ويجتهد ويسعى، وكله أمل بالحياة، فالله خلق الإنسان ليعمل كما خلق العصفور ليطير، ودائما يشعر بالطاقة حينما يبدع.. وإذا كف عن التطور والتقدم يشعر بأنه قد هرم.

وهذا يدفعنا إلى القول بأن كل إنسان قبطان في بحر دنياه، فبعلمه يبدع ويطور من نفسه.. لأن العلم كنز وذخر لا فناء له، فلا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.. وليدرك أن الإنسان الذي يتخذ من الحكمة لجاما، يتخذه الناس إماما.

لذا لا بد من السعي الدؤوب لتطوير قدراتنا وصقلها... ومن واجبنا أن ندعو أبناءنا إلى النهل من بحر العلم والمعرفة ما ملكت أيمانهم وملكت طاقاتهم وأحلامهم وطموحاتهم، وبحثهم على تغذية فكرهم لأنها شمس ثانية بالنسبة لهم تضيء طريقهم.

فالعلم ثروة ونحن نبني مستقبلنا على أساس علمي.. فهو سياج خياراتنا، وفخر قراراتنا.. وبه نتقدم ونتقدم لنعانق نجوم الإبداع والتطور...

فلا نستهن بقدرة إنسان في البحث والمعرفة والتمحيص... فمن بحر العلم نستقي اللآلئ، ونزين سماء الرقي.

تعليقات

اكتب تعليقك