آمال : سحقاً لخشم معاليك طال عمرك - يكتب محمد الوشيحي

زاوية الكتاب

كتب محمد الوشيحي 1433 مشاهدات 0


الجريدة:

قبل نحو عشر سنوات، كتبت مقالة أطالب فيها بتغيير القانون الذي يمنع تجنيس غير المسلمين. وضربت مثالاً حينئذ بداهية الاقتصاد إبراهيم دبدوب، الفلسطيني الأصل المسيحي الديانة، الذي قطع مسافات بنك الكويت الوطني جيئة وذهاباً، وتدرج في المناصب، من موظف مغمور إلى عقل مدبر. وبعد ذا نمن عليه بالجنسية، في حين منحته قطر الجنسية مباشرة، وهو الذي لم يمنح قطر عشر معشار ما منحه الكويت واقتصاد الكويت.

حينذاك قلت، إن لم تخني الذاكرة، نحن من يحتاج إلى هذا الفذ وأمثاله لا العكس. وقلت، إن هذا يعني أن بيل غيتس، بجلالة عقله، إذا تقدم بطلب تجنيسه فسترفض الكويت بسبب ديانته، وهذا هو الجنون بأبعاده الثلاثة.

دبدوب لم يكن في حاجة إلى مميزات الجنسية المادية، ولا أدري هل كان سيقبلها أساساً أم لا، لكن من المعيب ألا تفتح قوانيننا يديها لاحتضان العباقرة والأفذاذ بحجة الدين! وكأن الكويت تغص بالمبدعين ولا تتسع لمزيد منهم. ويا عين موليتين واثنعش مولية.

أقول هذا وأبكي قهراً على حال البدون الكويتيين المستحقين للتجنيس في الحال، وقبل "في الحال". وها هي الكويت تستغني عن "المبدعين البدون"، من شعراء وأدباء ومهندسين وأطباء وعلماء ووو… فيهاجرون إلى أصقاع الأرض، فتتلقفهم أميركا وكندا وإنكلترا وغيرها، وتتحول حكومات هذه الدول إلى خادم المصباح، شبيك لبيك، من أجل هذه العقول.

وعندما أنظر إلى تركيا، حيث أقيم، أجد مسؤوليها يتسابقون لاحتضان المبدعين السوريين اللاجئين، فيمنحونهم الجنسية التركية ويوفرون لهم البنية التحتية المطلوبة وينتظرون إبداعاتهم. وقد تم تجنيس آلاف السوريين المبدعين في مجالات مختلفة ومتعددة، في حين مازال بعض المسؤولين الكويتيين يرددون "ولد بطنها وولد خشمها"، ومسؤولون آخرون يعتبرونها ثواباً لا يستحقه إلا المسلمون. سحقاً لخشم كل عنصري وسحقين لخشم كل درويش متطرف.

تعليقات

اكتب تعليقك