علي البغلي يكتب عن أضرار المسؤول الباراشوتي

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 667 مشاهدات 0


القبس 
..و«الباراشوتيات» بالمعنى الكويتي، هي التعيينات التي ما أنزل الله بها من سلطان لبعض مسؤولي هذه الدولة، وربما بتغاضٍ من ديوان الخدمة المدنية، ومجلس الوزراء، الذي قد يمرر ما يطلبه وزراؤه من دون تدقيق، لأنه يعلم أن الوزير يكون في كثير من الأحيان «مرغم أخاك لا بطل»، فالمتعيَّن الباراشوتي ربما يكون قد اقترحه أو بالأصح أَمَرَ به أحد أعضاء مجلس أمتنا، لأنه قريب له أو قريب لمفتاح انتخابي، أو ابن أو قريب لرفيع الشأن وهكذا.
رأينا كلُّنا كارثة غرق ضواحي الكويت الجنوبية- والمتهاونون معروفون فيها- منهم من نال جزاءه، ومنهم من ينتظر أن ينال جزاءه العاجل، متمنين أن يتم ذلك من دون لجان التحقيق «النسيانية»، التي تنشأ وتستمر في عملها إلى أن ينساها المجتمع والناس والحكومة والمجلس المتفرِّج في الغالب، لأن بلاويَ أخرى تأتي لتحل محل البلوى موضوع لجنة التحقيق! وهكذا نحن ندور بدوائر مفرغة من فساد يكاد يكتم الأنفاس، وإجراءات حكومية – برلمانية غير جادة تنسينا ذلك الفساد، لأن فساداً أكبر يطفو على السطح وهكذا.
* * *
وإلا.. ما تفسيركم لصدور قرار لوزير لوزارتين فنيتَين، دفعة واحدة – جيء به لخَلْفِيَّته المهنية.. الوزير الفني أصدر قراراً -لا أدري إن صادق عليه مجلس الوزراء أو مجلس الخدمة المدنية أم لا- بتعيين وكيل مساعد لشؤون فنية بحتة لوزارة تحتك بحياة المواطن 24 ساعة، هذا المرشح كان مديراً في وزارة أخرى عملها وعمله وخبرته لا تمت بصلة للمنصب الذي تعين فيه! وكل مؤهلات الوكيل المساعد القرابة من أحد أعضاء مجلس الأمة، وهو عضو لم نلمس منه طوال حياته النيابية أي موقف إيجابي ملموس في رفعة مجتمعنا أو نماء ذلك المجتمع، بل هو خامل وعمل جهده طول عضويته لكي يكون متماشيًا مع ما تمليه عليه أفكاره، إضافة لتلك القرابة – ان ثبتت صحتها – التي تضع ظلال الشك على قرار ذلك الوزير بشأنه، والتي يشك كلُّ ذي بصر وبصيرة أن مقصد الوزير بذلك التعيين أن يَفْتَكَ -أي يخلص- من إزعاجيات ذلك النائب الذي هدده بالاستجواب أكثر مما يتفوه بإلقاء تحية «السلام عليكم»، وهذا نموذج واحد فحسب من أبطال الباراشوتيات

تعليقات

اكتب تعليقك