الكويت عن الأسرى والمفقودين في العراق : لا يوجد تقدم يذكر منذ عام 2004

محليات وبرلمان

الآن 703 مشاهدات 0


جددت الكويت اليوم الثلاثاء تضامنها مع العراق قيادة وشعبا وحكومة في أي خطوة يتخذها لدحر "الارهاب" وترسيخ الوحدة الوطنية العراقية مع الحفاظ على وحدة وسيادة الاراضي العراقية وسلامتها.


جاء ذلك في كلمة الكويت بجلسة مجلس الأمن حول العراق والتي ألقاها مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي.


ورحب العتيبي بالزيارة التي أجراها الرئيس العراق برهم صالح الى الكويت منذ يومين والتي تعكس تطور العلاقة بين البلدين والرغبة الصادقة والجادة لقيادتي البلدين في تعزيزها ونقلها الى أفق أوسع لما فيه مصلحة وخير لشعبي البلدين.


وأشار الى انه على الرغم من مواجهة العراق للعديد من التحديات في مرحلة ما بعد ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) فقد استطاع الشعب العراقي إثبات قدرته على بناء وطنه ومواجهة تلك التحديات الماثلة أمامه ترسيخا لمبدأ العمل الديمقراطي.


وأضاف ان ذلك جاء بدءا من إجراء انتخابات برلمانية في منتصف شهر مايو الماضي ومجريات اعتماد نتائجها وأعقبها تداول سلمي للسلطة ووصولا الى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وكان ذلك كله ضمن المدة الدستورية.


وتقدم العتيبي باسم دولة الكويت بخالص التهنئة للعراق قيادة وحكومة وشعبا بمناسبة انتخاب الرئيس برهم صالح رئيسا للعراق محمد الحلبوسي رئيسا لمجلس النواب وتكليف عادل عبدالمهدي برئاسة الحكومة الجديدة.


وقال "نحن على يقين تام بأنهم جميعا أهل للثقة التي وضعت فيهم متمنين لهم كل التوفيق والنجاح لكل ما فيه خير للعراق الشقيق ومصلحته بما يحقق كافة تطلعات شعبه الكريم الذي يستحق العيش في دولة مستقرة ومزدهرة وآمنة".


واعرب العتيبي عن امله في أن تنتهي الحكومة العراقية من وضع اللمسات الأخيرة لتشكيلها فإن فترة ما بعد الانتخابات تعتبر مرحلة حاسمة للعراق آملا ان تشكل هذه التطورات الإيجابية صفحة واعدة وأن تنعكس إيجابا على الوضع في العراق بل وفي المنطقة بأسرها.


وأشار الى انه حان الأوان لأن يستعيد العراق عافيته بعد ما شهده خلال السنوات الأخيرة من أحداث مؤلمة مثنيا على ما تقوم به أسرة الأمم المتحدة في العراق من جهود رامية إلى بناء مستقبل واعد عبر تقديم المشورة والمساعدة من خلال عملها جنبا الى جنب مع حكومة وشعب العراق وجميع اصحاب المصلحة.
واكد استمرار دعم الكويت الكامل وتعاونها مع بعثة الأمم المتحدة من أجل إنجاز مهامها على أكمل وجه بهدف تحقيق توافق بين حاجات العراق حكومة وشعبا والأنشطة التي تقوم بها الأمم المتحدة في العراق.


وأضاف العتيبي "وإذ ندرك تماما حجم الظروف والتحديات الكبيرة التي تواجه العراق والتي توضح حاجته لدعم المجتمع الدولي ومساندته لضمان أمنه واستقراره فإننا مقتنعون تماما بأن تحقيق الأمن والاستقرار لا يمكن فصله عن التنمية المستدامة بمختلف أبعادها".


ورأى ان الوقوف الى جانب الاشقاء في العراق وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لهم في مختلف المجالات أمر مسلم به إستجابة لاحتياجات الشعب العراقي.


وتابع العتيبي قائلا "إن مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق والذي استضافته الكويت في شهر فبراير الماضي بالتعاون مع العراق والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي والبنك الدولي يدل على التضامن الدولي والإقليمي المستمر على كافة المستويات".


ولفت الى "ان ذلك ياتي للمساهمة في تخفيف الاعباء التي تكبدوها في محاربة تنظيم داعش الارهابي وهنا نخص بالذكر برامج إعادة تأهيل المدن المحررة من الارهاب وإعمارها فضلا عن تحملنا مسؤولياتنا إزاء الاوضاع الإنسانية التي يواجهها الأشقاء في العراق".


وبين العتيبي ان كل ذلك يمثل الاستجابة الواقعية لنداءات الامم المتحدة الإنسانية لرفع معاناة الشعب خاصة النازحين منهم وذلك لتمكين العراق من تحقيق رؤيته المستقبلية لبناء عراق جديد وموحد.


وأوضح "ان ما يقلقنا في هذا المضمار هو ان الجماعات الارهابية لا تزال تمثل تهديدا لأمن العراق واستقراره بما في ذلك المنطقة على الرغم من هزيمة داعش في العراق وهذا ما يحتم علينا جميعا مواصلة بذل جهود اضافية تتميز بالمرونة فضلا عن اتخاذنا للمزيد من التدابير الحاسمة لتحجيم تلك الانشطة والممارسات وصولا الى مساءلة مرتكبي تلك الجرائم المروعة وتقديمهم للعدالة".


وذكر "ان الكويت تعول هنا على الجهود التي ستبذلها السلطات العراقية في ملاحقة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية بالتنسيق والتعاون مع الآلية الأممية المعنية في جمع الادلة التي أنشأها مجلس الامن وتلك اجراءات تمثل جانبا من الاطار المنهجي الشمولي للقضاء على الارهاب".


وتطرق العتيبي في كلمته الى مسألة الالتزامات الدولية والمسائل الانسانية المتبقية والمتعلقة بالمفقودين من الرعايا الكويتيين ورعايا البلدان الثالثة والممتلكات الكويتية المفقودة بما فيها المحفوظات الوطنية منوها بأن اهميتها ترتكز على ما لها من طابع انساني وأبعاد شرعية وقانونية".
واكد ان الكويت تقدر الحرص الدائم للمجلس في متابعة تنفيذ جميع الإلتزامات التي نصت عليها قراراته ذات الصلة وخاصة تلك المتعلقة بالإلتزامات التي لا تزال متبقية منذ تحرير دولة الكويت عام 1991.


وأشاد العتيبي بالتوجه والرغبة الجادة لدى العراق الشقيق في الوفاء بكافة التزاماته الدولية المتبقية تجاه دولة الكويت لافتا الى انها تعهدات تثمنها الكويت وهي على استعداد تام لتقديم المساندة التي يحتاجها العراق من أجل التسريع بعملية تنفيذ الالتزامات المتبقية التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.


وحث بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق على متابعة ومواصلة تنفيذ ولايتها فيما يتعلق بمتابعة مسألة الاسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات بما فيها المحفوظات الوطنية وذلك وفقا للقرار 2107 (2013) حيث ان الخطوات التي اتخذت حتى الآن غير كافية والدليل على ذلك هو عدم وجود تقدم يذكر منذ عام 2004.


واكد العتيبي ان الكويت لم ولن تدخر أي جهد في دعم المساعي المبذولة طوال السنوات ال28 الماضية أملا في معرفة مصير أبنائها من المفقودين وغيرهم من رعايا البلدان الثالثة.


واعرب عن تقديره للجهود المبذولة من قبل اللجنة الدولية للصليب الاحمر من خلال رئاستها للجنة الثلاثية واللجنة الفنية المنبثقة عنها في سعيهما لانجاز مسؤولياتهما لإغلاق ملف هذه القضية الانسانية على النحو المطلوب.


كما اعرب العتيبي عن شكره لكل من المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية على مساهمتها الايجابية المتمثلة في تزويد اللجنة بصور الاقمار الصناعية للمنطقة وخرائط تعود للفترة من 1990-1991 املا في ترجمة تلك المساهمات الى نتائج إيجابية على ارض الواقع. وأضاف "هناك جانب آخر للالتزامات المتبقية ألا وهي مسألة الممتلكات الكويتية بما فيها المحفوظات الوطنية وان هذه المحفوظات تشكل لنا ثروة تاريخية وإرثا هاما للذاكرة الوطنية بالنسبة لدولة الكويت وشعبها".


وعبر عن اسفه لا سيما ان مصير المحفوظات لا يزال في حكم المجهول متطلعا الى اتباع نهج جديد ومبتكر يكفل تحقيق تقدم في هذا الملف ومرحبا بالجهود التي بذلتها السلطات العراقية لتسليم الكويت الكتب والممتلكات الاخرى التي تم العثور عليها رغم استغراق الاعمال التحضيرية لتلك العملية فترة تزيد على عام.


واكد ان الكويت تقدر الجهود القيمة التي بذلها يان كوبيش كرئيس لبعثة اليونامي وكممثل خاص في العراق للأمين العام للأمم المتحدة وأثنى على تفانيه واهتمامه الشخصي الذي أظهره لهذه الولاية خلال السنوات الثلاث الماضية.

تعليقات

اكتب تعليقك