تعودت حكومتنا في كل الملمات والمصائب والكوارث أن تلتزم الصمت معتبرة أن الكلام والبيان والشرح والتفسير والتفصيل لغو ورجس من عمل الشيطان - يكتب صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب صالح الشايجي نوفمبر 11, 2018, 9:57 م 607 مشاهدات 0
الأنباء:
المطر فالمطر فالمطر، ولا شيء غير المطر ولا صوت يعلو فوق صوت المطر في الكويت هذه الأيام.
من الصعب عليّ كمواطن من غير أهل الاختصاص في هندسة الطرق والإنشاءات والصرف الصحي، معرفة ما إذا كان هناك تقصير أو خطأ في البنية التحتية وفي تصريف مياه الأمطار إن هطلت بغزارة ففاضت وأنتجت كوارث ومآسي أو ما شابه وأرعبت الناس وجعلتهم ينتفضون رعبا وخوفا لمجرد رؤية غيمة عابرة في أعلى السماء.
ولكن وفي الوقت ذاته لا يمكن لي أن أصدق أن جميع الأمور الفنية والهندسية لا شائبة تشوبها وأنها في غاية الجودة والإتقان وأن القائمين عليها نفذوها بضمائر نقية وبدوافع وطنية وأن كل فلس صرف عليها مستحق وسار في دربه الصحيح ولم يضل دربه إلى مكان آخر.
تعودت حكومتنا في كل الملمات والمصائب والكوارث أن تلتزم الصمت، معتبرة أن الكلام والبيان والشرح والتفسير والتفصيل لغو ورجس من عمل الشيطان وأنها تتجنبه إرضاء للرحمن.
يجدر بالحكومة ككل حكومات العالم، أن تحدث الناس وتشرح لهم تفاصيل ما حدث وتقدم شرحا كافيا عن مواطن الخلل والتقصير وأسبابهما في حالة وجودها.
كما أنه على الحكومة واجب أخلاقي ووطني بأداء واجباتها بإتقان بحيث تحفظ للناس أرواحهم وأموالهم وتؤمنهم وتبعدهم عن دائرة الخطر، وهذا مع الأسف ما لم تقم به حكومتنا التي كشفت الأمطار الأخيرة تقصيرها وتهاونها، ودليل ذلك اعترافها بهذا التقصير من خلال الإقالات التي تمت للقياديين المعنيين.
إن الحكومة مؤتمنة على أموال الشعب ولا تملكها ولا تملك حتى دينارا واحدا منها، لذلك وجب عليها حفظ الأمانة وعدم تبديد الأموال في أوجه بعيدة عن مصارفها الحقيقية. وهذا أقل ما يجب أن تقوم به الحكومة التزاما منها بالقسم الذي أقسمته قبل توليها مسئولياتها، وإلا لا بد من المحاسبة الشعبية لها على تقصيرها أو تبديدها لأموال الشعب ولتضييعها الأمانة.
لقد سئمنا تكرار حدوث المشاكل التي تعقب هطول الأمطار على بلادنا، ولا بد للحكومة أخذ الأمر بجدية والعمل على تلافي حدوثها، فصيانة أرواح الناس وممتلكاتهم تأتي على رأس أولويات الحكومة.
تعليقات