محاسبة نهج وليس الأفراد فقط - يكتب حسن العيسى

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 970 مشاهدات 0


الجريدة:

نبتهج بالغيث ونستاء من أضراره حين يكون الاستعداد في دولة الخمال سيئاً، أيضاً قد نرى ببعض القلق والشك بصيصاً من الأمل والتغيير في نهج السلطة في مسألة الإصلاح الإداري والسياسي. فرح الكثيرون لـ"يد الحديد" للحكومة مع الهلهلة الإعلامية التي رافقت استعراض عرض القوة، حين تحركت فجأة وأقالت المسؤول عن الطرق السيد الحصان، وأوقفت عن العمل وكيلة الوزارة وغيرها.

هذا الابتهاج والأمل البسيط لا يصح أن يكون على حساب العدل والإنصاف بترويج لعبة كبش الفداء للمسؤولين الذين تمت إقالتهم أو توقيفهم، وعندها تنتهي هذه الحكاية، ومعها كل حكايات الإهمال وسوء الإدارة في الدولة، بمساءلة بعض المسؤولين الذين "قد" يكونون حقيقة المسؤولين عن غرق الشوارع، وقد يكون دورهم ومسؤوليتهم في الواقع لا يتعدى دور ومسؤولية فراش البلدية في خرابها وفسادها.

ليس المطلوب "رأس فلان" أو علان، وتحميل هذا أو ذاك وزر تاريخ عريض وطويل من الفساد وسوء الإدارة، رافق نهج الإدارة في كل أمورها، وليس فقط غرق الشوارع، المطلوب هو محاسبة "النهج" السياسي الذي أوصل "غير المناسبين" إلى كراسي المسؤولية واتخاذ القرار، لنتمهل قليلاً في التعبير عن فرح وامتصاص حنق الناس على ما حدث، فالمطلوب أولاً هو تحقيق العدل بحكم القانون، وهذا لا يكون بتلك الصورة التي تمت، وإنما بوضع حد لمؤسسات اللامبالاة السياسية حين أغرقت كل الدولة في مستنقع الفساد، وغياب روح المسؤولية عند قيادات سياسية وإدارية لا تتعدل ومحصنة من المساءلة السياسية والقانونية.

من جديد نكرر، ليس المطلوب أفراداً إداريين ورأس فلان وغيره، ولو كانوا في مراكز قيادية، وإنما المطلوب محاسبة هذا النهج السياسي في إدارة الدولة، الذي أوصلنا إلى هذه الحال، والبحث، بالتالي، عن المسؤول الحقيقي ليس لغرق بعض الشوارع وإنما لغرق الدولة في مستنقع اللامسؤولية والضياع.

تعليقات

اكتب تعليقك