في انتكاسة لترامب.. الديمقراطيون يسيطرون على مجلس النواب
عربي و دولينوفمبر 7, 2018, 3:50 م 892 مشاهدات 0
استفاد الديمقراطيون من حالة الاستياء من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفوز بالسيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس مما يعطيهم الفرصة لعرقلة جدول أعمال ترامب التشريعي وإخضاع إدارته لتحقيق مكثف.
وفي انتخابات التجديد النصفي يوم الثلاثاء التي تأتي بعد عامين من فوزه بالرئاسة، وسع ترامب وزملاؤه الجمهوريون أغلبيتهم في مجلس الشيوخ بعد حملة دعائية انقسمت فيها الآراء بشدة وشهدت خلافات بشأن العنصرية والهجرة وغيرها من القضايا.
لكن مع خسارة حزبه للأغلبية في مجلس النواب، شكلت النتائج انتكاسة مؤلمة لترامب بعد حملة أصبحت بمثابة استفتاء على قيادته. ولم تُحسم بعض السباقات الانتخابية بعد، لكن يبدو أن الديمقراطيين يتجهون للفوز بأكثر من 30 مقعدا، وهو ما يزيد كثيرا عن 23 مقعدا يحتاجون إليها لتحقيق أول أغلبية لهم بمجلس النواب المؤلف من 435 مقعدا منذ ثماني سنوات.
وسيكون بمقدور مجلس النواب الجديد الذي يتمتع فيه الديمقراطيون بالأغلبية التحقيق في عائدات ضرائب ترامب وتضارب المصالح المحتمل واتهامات تشمل صلات بين حملته الانتخابية في 2016 وروسيا.
ويمكن أيضا أن يجبروا ترامب على الحد من طموحاته التشريعية، ربما بالقضاء على تعهداته بتمويل جدار حدودي مع المكسيك أو تمرير حزمة كبيرة ثانية لخفض الضرائب أو تنفيذ سياساته الصارمة فيما يخص التجارة.
وستكون أغلبية بسيطة بالمجلس كافية لعزل ترامب إذا ظهرت أدلة على أنه عرقل العدالة أو أن حملته الانتخابية في 2016 تواطأت مع روسيا. لكن لا يمكن للكونجرس الإطاحة به من منصبه دون تأييد من غالبية الثلثين في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
* ”يوم جديد“
قالت زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب نانسي بيلوسي لديمقراطيين فرحين في احتفال للحزب في واشنطن ”بفضلكم سيكون الغد يوما جديدا في أمريكا“.
ورغم الخسارة التي تكبدها حزبه في المجلس، كتب ترامب على تويتر ”فوز عظيم الليلة“.
واتصل ترامب ببيلوسي وبزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزعيم الديمقراطيين بالمجلس تشاك شومر وعدد من الجمهوريين الفائزين.
محتوى دعائي
وخلال العشرين عاما المنصرمة، لم تشهد الولايات المتحدة سوى ثلاث دورات انتخابية حصل فيها حزب واحد على 24 مقعدا أو أكثر. وتعد مكاسب الثلاثاء الأكبر منذ عام 2010 عندما أدت موجة غضب المحافظين من الرئيس الديمقراطي باراك أوباما لحصول الجمهوريين على 64 مقعدا.
وجري التنافس في هذه الانتخابات على جميع مقاعد مجلس النواب وعلى 35 من مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 100 مقعد وعلى 36 من مناصب حكام الولايات الخمسين.
وفي انتخابات مجلس النواب، فاز الديمقراطيون بمقاعد في شتى أنحاء البلاد.
وفي انتخابات مجلس الشيوخ، التي دافع فيها الديمقراطيون عن مقاعد في عشر ولايات فاز فيها ترامب في 2016، أطاح جمهوريون بأربعة ديمقراطيين من مقاعدهم هم بيل نيلسون في فلوريدا وجوي دونيلي في إنديانا وهايدي هايتكامب في نورث داكوتا وكلير مكاسكيل في ميزوري.
وخسر بعض من أبرز نجوم الديمقراطيين. فقد خسر العضو الليبرالي بمجلس النواب بيتو أورورك، الذي خاض الانتخابات على مقعد بمجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، بفارق بسيط أمام الجمهوري الذي يشغل المقعد تيد كروز. وخسر آندرو جيلام أمام الجمهوري رون دي سانتيس في مسعاه لأن يصبح أول حاكم أسود لفلوريدا.
وفي السباقات على مناصب حكام الولايات، تعرض الجمهوري كريس كوباك، وهو حليف لترامب، للهزيمة على يد ديمقراطية في كانساس. وفاز الديمقراطيون أيضا بمنصب حاكم الولاية في ولايتي ميشيجان وإيلينوي.
* النساء والشبان وأصحاب الأصول اللاتينية يدعمون المكاسب
أظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في يوم الاقتراع أن الناخبين من النساء والشبان وأصحاب الأصول اللاتينية دعموا مكاسب الديمقراطيين. وقالت 55 في المئة من النساء إنهن دعمن مرشحا ديمقراطيا لشغل مقعد بمجلس النواب هذا العام، مقابل 49 في المئة في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لعام 2014.
وأظهر الاستطلاع أن الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 أيدوا الديمقراطيين بنسبة 62 في المئة مقابل 34 في المئة أيدوا الجمهوريين. وفضل الناخبون من أصول لاتينية الديمقراطيين في انتخابات مجلس النواب بمقدار 33 نقطة مئوية.
وخاض عدد قياسي من النساء هذه الانتخابات، والكثير منهن ديمقراطيات.
وتعني نتائج الانتخابات أن يتولى الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب في يناير كانون الثاني للمرة الأولى منذ انتخابات 2010 ليبدأ ترتيب مبني على تقاسم السلطة مع مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون قد يجبر ترامب على كبح طموحاته التشريعية والتركيز على قضايا تحظى بدعم الحزبين مثل العمل على حزمة لتحسين البنية التحتية أو إجراءات للحماية من ارتفاع أسعار الأدوية التي تباع بوصفة طبية.
وستمثل هذه النتائج اختبارا لقدرة ترامب على المساومة وهو أمر لم يبد اهتماما كبيرا به خلال العامين الماضيين مع سيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونجرس.
تعليقات