يوسف العنيزي يكتب: سمو الرئيس... كلنا معكم

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبدالله العنيزي 898 مشاهدات 0


الجريدة:

سمو الرئيس، من الأمور التي لفتت الانتباه قرار إنشاء مكاتب تابعة لهيئة مكافحة الفساد (نزاهة) في إدارات الوزراء، ولعل من الصعب معرفة الهدف من إنشاء مثل هذه المكاتب، هل الهدف مراقبة الوزير وتقييم أدائه علما أن الوزير قد نال الثقة الغالية لتولي هذا المنصب؟ أم أن الهدف مراقبة عمل الوزارة؟ 

تابع المواطنون بكل فئاتهم وبكل اهتمام لقاء سموكم مع نخبة من القياديين في البلاد، ودعوة سموكم لهذه النخبة الكريمة بالعمل بإخلاص من أجل القضاء على مظاهر الفساد ومكامنه، ولا شك أن هذا اللقاء بادرة طيبة، تدل بوضوح على رغبة سموكم في مواجهة مواطن الخلل ومحاربة الفساد، وكم نتمنى أن تستمر مثل هذه اللقاءات على مستوى القيادات، على أن يتم في كل لقاء بحث ما تم إنجازه في اللقاءات السابقة بكل جدية واهتمام. 

ومع كل التقدير لسموكم ولهذه النخبة الكريمة من مسؤولي الدولة، وفي كل المجالات، ولما تم اتخاذه من توجيهات وقرارات، فإننا نستميحكم عذراً أن نبدي بعض الملاحظات لعلها تكون ذات مردود إيجابي:

من الأمور التي لفتت الانتباه قرار إنشاء مكاتب تابعة لهيئة "مكافحة الفساد نزاهة" في إدارات الوزراء، ولعل من الصعب معرفة الهدف من إنشاء مثل هذه المكاتب، هل الهدف مراقبة الوزير وتقييم أدائه علما أن الوزير قد نال الثقة الغالية لتولي هذا المنصب؟ أم أن الهدف مراقبة عمل الوزارة التي تدخل من صميم عمل الوزير أصلاً؟ 

ومع كل احترامي وتقديري لهيئة "نزاهة" والقائمين عليها فإنه يخشى أن يكون إنشاء هذه المكاتب باباً واسعاً للفساد من خلال التعيينات والوساطات والترضيات وتسلط هذه المكاتب وتعسفها؛ مما سيؤدي بالضرورة إلى تردد الكثير من القياديين في اتخاذ قرارات لتنفيذ مشاريع الدولة، والحرص على الحصول على موافقة هذه المكاتب؛ مما سيؤدي بالضرورة إلى تباطؤ التنمية التي تعاني أصلا من التباطؤ. 

كما أن هذه المكاتب ستكون منافساً قوياً لديوان المحاسبة، هذا علما أن الفساد لا يقتصر على موضوع التعدي على المال العام، بل هناك قائمة طويلة لمظاهر الفساد لا تحتاج إلى إنشاء مكاتب أو هيئات أو مؤسسات تضيف أعباء على كاهل الدولة بدل تخفيفها، ومن تلك القائمة للذكر لا الحصر عدم الالتزام بأوقات العمل، إضافة إلى أن التقييم السنوي للموظف الذي يخضع للمزاج والوساطة دون مراعاة للكفاءة والإنجاز، فضلاً عن الازدحام المروري واختلال التركيبة السكانية والأوضاع المتردية للمستشفيات والمدارس والشوارع، وقائمة لا تنتهي، لا أعتقد أنها بحاجة لإنشاء مكاتب أو هيئات.

كم نتمنى أن تستمر مثل هذه القيادات لنرى ونشعر أن عجلة التنمية بدأت بالتخلص من بعض الصدأ الذي أصابها، ويخطر على البال هنا بعض الأبيات الشعرية من رائعة أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة "سلوا قلبي" التي تعبر فيها عن المرحلة التي نعيشها:

وما نيل المطالب بالتمني

ولكن تؤخذ الدنيا غلابا 

وما استعصى على قومٍ منالٌ 

إذا الإقدامُ كان لهم ركابا

ندعو الله أن يكون التوفيق والنجاح في ركاب كل مخلص لهذا الوطن الغالي وأهله الطيبين، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

تعليقات

اكتب تعليقك