علاج جديد يمنع مضاعفات مرض "السكري" على القلب

منوعات

الآن 770 مشاهدات 0


توصل فريق من الباحثين بكلية الطب في جامعة "لويولا" الأمريكية إلى علاج جديد للتغلب على المضاعفات التي يسببها مرض "السكري"، والتي تجعل المصابين به أكثر عرضةً للإصابة بـ"فشل القلب".

وتشير الدراسة، التي نشرتها مجلة "جي سي آي إنسايت" (JCI Insight) إلى أن النساء المصابات بمرض السكري يكنَّ أكثر عرضةً لفشل القلب بمعدل يصل إلى خمسة أضعاف بالمقارنة بأقرانهن اللاتي لا يعانين من هذا المرض، بينما يكون الرجال المصابون بالداء نفسه أكثر عرضةً للإصابة بفشل القلب بمقدار 2.4 مرة من هؤلاء الذين لا يعانون من مرض السكري.

يقول "جوناثان إي كيرك" -صاحب المختبر الذي أُجريت فيه التجارب، وأحد المشاركين في الدراسة- "إن عدد مرضى السكري يتزايد بسرعة، ما يؤدي بدوره إلى زيادة عدد المرضى الذين قد يعانون من فشل القلب. وتحدد هذه الدراسة هدفًا علاجيًّا جديدًا؛ إذ تستهدف إجراء تغييرات على جزيء يُسمى الـ"ميثيل جليوكسال" (methylglyoxal)، الذي يؤثر على الخيط العضلي للقلب وقد يُضعف حركة الانقباضات، والعلاج الجديد المقترح يهدف إلى إبطاء ذلك التأثير أو تغييره".

تشير الدراسة إلى أن الخيط العضلي لدى الأصحاء يكون عبارة عن هياكل شبكية مجهرية الشكل شيدت من البروتينات، وهي مسؤولة عن نبض القلب. وتعمل الخلايا بشكل متَّسق كي تساعد على انقباض عضلة القلب وانبساطها.

وفي المقابل، نجد أن خلايا عضلة القلب لدى الأفراد الذين يعانون من النوبات القلبية يصيبها الوهن، وبالتالي لا يتمكن القلب من ضخ الدم اللازم لتغطية احتياجات سائر أعضاء الجسم. وتظهر أعراض ذلك على المريض في صورة إصابة بضيق في التنفس وتورُّم الساقين والإرهاق، وقد يؤدي ذلك كله إلى السكتة القلبية.

وركز الباحثون دراستهم على جزيء الـ"ميثيل جليوكسال"، الذي يتم إنتاجه كأحد المخلفات الناجمة عن عملية تحويل الغذاء إلى طاقة كيميائية. وفي العادة يكون لدى الجسم آليات للتخلص من تلك المخلفات، لكن الوضع يختلف عند مرضى السكري، ما يؤدي إلى تراكم هذا الجزيء على عضلة القلب والتصاقه بلبنات البناء الأساسية من البروتينات المكونة للخيط العضلي، والتي يمكن أن تؤثر على كيفية أدائها لوظيفتها.

يضيف "كيرك" أن "هذا الجزيء يُحدث تغييرات في أنسجة القلب لدى مرضى السكري وفشل القلب، إذ يُدخل تغييرًا على المحرك الجزيئي للخيط العضلي المسؤول عن نبض القلب. والمحرك الجزيئي في الواقع هو جهاز يستهلك الطاقة في صورة معينة ويقوم بتحويلها إلى حركة. ولاحظنا أن هذا التغيير يمكن أن يفسر السبب الذي يجعل مرضى السكري أكثر عرضةً لفشل القلب مقارنةً بغيرهم".

فحص الفريق البحثي أنسجة ثلاث مجموعات: الأولى ضمت أشخاصًا لا يعانون من فشل القلب، والثانية لأناس يعانون من مرض السكري وفشل القلب، بينما كان أفراد المجموعة الثالثة يعانون من فشل القلب ولا يعانون من السكري.

وتوصلت النتيجة إلى أن جزيء الـ"ميثيل جليوكسال" يقوم بتعديل الخيط العضلي بشكل أكبر لدى مَن يعانون من داء السكري أكثر ممن يعانون من فشل القلب فقط أو لدى مَن لا يعانون من هذا المرض الأخير. وقد أشارت الدراسة إلى أن هذا التغيير الذي يسببه هذا الجزيء يُضعف من خلايا عضلة القلب؛ لأنه يتداخل مع وظائف المحرك الجزيئي للخيط العضلي للقلب.

يقول "كيرك": استخدمنا أنسجةً من البطين الأيسر للقلب لدى أفراد خضعوا لجراحة زراعة قلب. وعندما يتم زرع القلب، يقوم فريق البحث لدينا بتجميع الأنسجة لتحليلها. وللمقارنة مع الأفراد الأصحاء، استخدمنا القلوب التي تم التبرع بها لإجراء عمليات زرع، ولكنها رُفضت لأسباب لا تتعلق بالقلب والأوعية الدموية (مثل إصابة المتبرعين بالعدوى المزمنة على سبيل المثال). واستخدمنا هذا النسيج لاستكشاف التغيرات التي طرأت على الجزيء بواسطة مطياف الكتلة (تقنية تحليلية لتحديد العناصر المكونة لمادة أو جزيء ما) ودراسة قدرة الخلايا الفردية على الانقباض.

ويضيف أن "هذه الدراسة تفتح آفاقًا جديدة لمرضى السكري"، مشددًا على ضرورة استخدام هؤلاء المرضى لمركَّبات تحسّن وظيفة العضلة الخياطية، مثل منشطات الميوسين ومحسسات الكالسيوم.

تعليقات

اكتب تعليقك