فيحان العازمي يكتب: فساد الصحة.. «ما تشيله البعارين» (2)

عربي و دولي

فيحان العازمي 699 مشاهدات 0


في مقال سابق كتبته مطلع العام 2017 بعنوان «فساد الصحة.. ما تشيله البعارين» تناولت يومها قضية الأدوية المهربة وما تسببه من هدر للمال العام في تلك الوزارة الحيوية التي تهتم بحياة المواطنين وأمنهم الصحي وحينها قلت إن الوزارة ستنتبه لهذا الفساد وستقضي عليه بل ستقدم كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات أبناء الكويت الصحية الى العدالة لينال الجزاء الرادع والعادل في تلك القضية.

وللأسف وبعد مرور ما يقرب من العامين اكتشفت ان الجميع في وزارة الصحة يتبع مقولة «عمك أصمخ» كما انني اكتشفت أن الفساد ليس في الأدوية فقط بل أصبح في جميع مجالات وزارة الصحة ورغم أن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك طالب قياديي الجهات الحكومية وعلى رأس كل جهة وزيرها بمحاربة الفساد وخاطبهم بقوله: إن من لا يستطيع محاربة الفساد فعليه ان يطلب إعفاءه من منصبه وتركه لمن يستطيع القيام بتلك المهمة.

والآن أتوجه لوزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح وأقول له: ماذا فعلت لمحاربة الفساد في وزارة الصحة ألا تلاحظ الفساد المنتشر في كل ركن من أركان تلك الوزارة إننا نلاحظ فساداً في سوء اختيار الأطباء وفساداً في سوء اختيار الممرضين وفساداً في سوء اختيار الفنيين المتخصصين في الأشعة والتحاليل وخلافه فكل هؤلاء ليسوا على القدر الكافي من الخبرة والكفاءة التي يجب ان نستقدمهم من أجلها فإننا يا معالي الوزير نجلب هؤلاء بأموالنا فلماذا لا نختار كفاءات عالمية تناسب ما يتقاضونه من مرتبات؟! ونلاحظ أيضاً فساداً في تفشي الواسطة والمحسوبية في كل مجال من مجالات الصحة حتى عامل النظافة في المستشفى أو المستوصف أصبح له واسطة يقوم بها من أجل معارفه أو ان يتقاضى مقابلاً من المراجعين مقابل تسهيل ما يريدون، ونلاحظ أيضاً فساداً في منح الطبيات سواء للطلبة أو للموظفين، ونلاحظ أيضاً فساداً في ترتيب مواعيد مراجعة العيادات، ونلاحظ فساداً في عدم اهتمام الطبيب أو الصيدلاني في دقة وصف العلاج المناسب للمريض وحتى هناك فساد في عدم الدقة في منح المريض الدواء من الصيدلية وإذا لم ينتبه المريض لما تم وصفه له فإنه سيأخذ دواءً غير الموصوف له أليس ذلك فساداً يا معالي الوزير، وسوء إدارة، وسوء متابعة؟! ناهيك يا معالي الوزير عن الفساد الذي يضرب بجذوره في أعماق الوزارة منذ سنوات وفي كل الجوانب من منظومة العلاج بالخارج والمناقصات وإلى آخر تلك الجوانب، والمشكلة أن الجميع يتركه دون حسيب أو رقيب ولا نعلم ما السر وراء ذلك ولماذا يتم ترك هؤلاء الفاسدين دون محاسبة فهل هم فوق القانون؟ أم أنهم أصبحوا في قوة لدرجة أنه لم يعد هناك أحد يستطيع مواجهتهم، إننا نريد منكم يا معالي الوزير أن تقوم بمواجهة الفساد والمفسدين داخل وزارة الصحة وان تبدأ بكبار الفاسدين وليس الحلقة الأضعف في حلقات الفساد ومن أجل ذلك فإنني اخترت أن يكون عنوان مقالي تكراراً لعنوان يناير 2017 وكأنه حلقة ثانية من حلقات مقالاتي عن فساد الصحة حتى تتم مواجهة ذلك الفساد بكل حزم ولن يحدث ذلك إلا إذا كانت هناك إرادة متوافرة لذلك. وليحفظ الله الكويت وأميرها وشعبها.


تعليقات

اكتب تعليقك