"دير بلوط" في سوريا.. نكبة اللجوء في عواصف الشتاء
عربي و دوليالآن - وكالات أكتوبر 27, 2018, 2:34 م 755 مشاهدات 0
اختبر أهالي مخيم دير بلوط للنازحين السوريين والفلسطينيين في ريف حلب (شمالي سوريا) أولى العواصف المطرية التي ضربت المنطقة الأربعاء الماضي، وكشفت عن سوء تجهيز الخيام والمعاناة التي يعيشها النازحون مع حلول فصل الشتاء في سوريا.
وجراء الأمطار الغزيرة والعواصف اقتلعت العديد من الخيام من مكانها، وغرق البعض منها في برك من الماء، وامتلأت البطانيات والشراشف والملابس بماء المطر، ما أجبر العشرات من السكان على المبيت في العراء ليلة العاصفة الأخيرة.
ومن صباح اليوم التالي عمد الرجال في المخيم إلى إعادة نصب الخيام، ودفع الماء المتراكم بعيدا عنها، في محاولات مضنية لإصلاح ما خربته العاصفة.
من أمام الخيمة يجتهد النازح الفلسطيني محمد مرعي (26 عاما) لتصريف ماء المطر بعيدا عن خيمته الصغيرة بمساعدة جيرانه في الخيام المجاورة، وقد تمكنوا من ذلك بشق الأنفس بعد جلب كميات من الرمل من أجل ردم الطريق الموحل إلى مدخل الخيمة أمام أفراد أسرته.
"انظر، هل هذا مكان صالح لعيش البشر؟ أرجو أن تخبر العالم بقصتنا".. يقول مرعي للجزيرة نت، ويستذكر الماضي عندما كان له وسكان هذا المخيم منازل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة دمشق قبل أن يخرجوا مع قوافل التهجير القسري نحو مخيمات الشمال السوري لمواجهة ظروف معيشية غاية في السوء والقسوة.
وطالب مرعي المسؤولين والمجتمع الدولي بحق العودة إلى فلسطين المحتلة، منتقدا ما وصفه بتجاهل وإهمال المجتمع الدولي، وغياب أي دور لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في دعم أهالي مخيم دير بلوط بأطراف ريف حلب الشمالي الغربي.
وحذر الناشط الإعلامي رامي السيد -المقيم في المخيم- من عواصف أخرى قد تضرب المنطقة مع حلول فصل الشتاء، مؤكدا أن العاصفة التي خبرها الأهالي كشفت عن ضعف الخيام في مواجهة الرياح.
وأشار السيد في حديثه للجزيرة نت إلى أن الأهالي يطالبون بمساكن بديلة عن الخيام، وإن تعذر فهم ينتظرون تأمين العوازل المطرية للخيام، وإنارة المخيم، وزيادة الدعم الغذائي والطبي، مضيفا أن لا وعود أو ردود تلوح في الأفق من مسؤولي المخيم لتحسين الوضع المعيشي.
اعتصام مفتوح
في الأثناء، يستمر أهالي المخيم من النازحين الفلسطينيين باعتصامهم المفتوح منذ أكثر من 15 يومًا؛ احتجاجًا على ما يصفونه بالوضع المزري الذي وصل إليه سكان المخيم، ولدعوة الجهات المعنية إلى النظر بأحوالهم، ولا سيما منظمة التحرير الفلسطينية وأونروا.
وعصر كل يوم يتوجه العشرات من النازحين إلى ساحة المخيم رافعين الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تطالب بحق العودة وتأمين حقوق سكان المخيم، وتناشد تمكين الفلسطينيين من الخروج من سوريا إلى بلد آخر.
وقال وسام خرطبيل -وهو عضو في لجنة المهجرين الفلسطينيين بالمخيم، ويشارك في الاعتصام-: إن جميع الفلسطينيين في المخيم يطالبون بالخروج من الأراضي السورية، وتفعيل بند الحماية القانونية للاجئين الفلسطينيين بعد فقدانهم منازلهم في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق.
وأضاف للجزيرة نت أن الفلسطينيين في المخيم يؤكدون حق العودة إلى ديارهم وفق البند الـ11 من القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة بشأن اللاجئين الفلسطينيين.
وتساءل قائلا: "أين منظمة التحرير الفلسطينية التي تدعي تمثيلنا؟ ولماذا لا تدخل أونروا لتقديم الدعم والمساعدة لنا هنا في المخيم وكأننا لسنا موجودين في هذه الأرض؟".
تعليقات