من أمير القلوب إلى أمير الإنسانية .... العفو يعيد نفسه

محليات وبرلمان

الشيخ جابر الأحمد أصدر عفواً عن نواب ونشطاء سنة 1990

الآن 1276 مشاهدات 0


 - خاص 

بعد نحو ستة أشهر من انطلاق حركة دواوين الإثنين الرافضة لحل مجلس الأمة السادس (مجلس 1985).وعقب عدد من التجمعات التي اشتبكت فيها الشرطة بالعصي والماء الساخن مع عدد من السياسيين والنشطاء وانتهت بعضها باحتجاز نواب ونشطاء سياسيين وملاحقتهم قضائيا.

قرر أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد - رحمه الله- في 20 مايو 1990 أن ينهي هذا الاحتقان السياسي غير المسبوق بإصدار عفو عن النشطاء والسياسيين والنواب الذين لاحقتهم الحكومة بقضايا عدة.

العفو الأميري جاء بعد قيام مجموعة من رجالات الكويت بمقابلة سموه وطلب حفظ القضايا التي وجهتها الحكومة لعدد من السياسيين وأعضاء مجلس الأمة وهو ما استجاب له الشيخ جابر على الفور.

جاءت هذه المبادرة الأميرية آنذاك "ووفق المنشور بخبر وكالة الأنباء الكويتية، “لتعزز تماسك الجبهة الداخلية، وتؤكد الثوابت الكويتية ومنها رحابة الصدر وانتهاج الحلول بروح الأخوة"
وتاريخياً جاء هذا العفو بعد إعلان الشيخ جابر الأحمد عن إنشاء المجلس الوطني في خطاب 22 إبريل 1990 وهو الخطاب الذي تضمن حزمة إجراءات لتعزيز الوحدة الوطنية.

 ورغم أن القوى السياسية والنشطاء السياسيين رفضوا إنشاء هذا المجلس واستمروا بالمطالبة بعودة مجلس الأمة 1985 إلا أن هذا العفو خفف قليلاً من الاحتقان السياسي وإن لم ينهه.


ما أشبه الليلة بالبارحة فما يحصل اليوم يعتبر أحداث مشابهة تمثلت في إبطال مجلس الأمة فبراير 2012 وتغيير النظام الانتخابي وقيام حركات احتجاج شعبية كانت أقوى من حركة دواوين الإثنين وما ترتب على ذلك من اعتقالات وملاحقات سياسية أدت إلى سجن نشطاء وسياسيين واضطرار منهم إلى العيش خارج الكويت.

ومع عودة تيارات سياسية وسياسيين معارضين إلى خوض الانتخابات وفوز بعضهم في مجلس 2016 تصاعد الحديث حول العفو الشامل الذي يقدم بقانون وبالفعل تم تقديم هذا المقترح بقانون من قبل النواب ولم يحصل على الأغلبية، ما جعل النواب نفسهم يتحدثون عن مقترح قانون عفو شامل يقدم مرة أخرى خصوصاً بعد صدور حكم بات بسجن نواب سابقين ونشطاء سياسيين في قضية دخول المجلس.

وبالتوازي مع ذلك تحرك مجموعة نواب من ضمنهم رئيس مجلس الأمة الحالي مرزوق الغانم لطلب العفو الخاص من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.


وجاءت بشائر قرب حصول هذا العفو بالخبر الذي انفردت  في نشره بتاريخ 21 اكتوبر الحالي، وهو الخبر الذي تلقاه الكويتيين بفرح وثناء على سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على اعتبار أن هذا العفو سيزيل الاحتقان وسيمهد لبدء مرحلة جديدة من العمل الوطني المثمر.

حقاً ما أشبه الليلة بالبارحة.

تعليقات

اكتب تعليقك