ما يكتب وينقل ويقرأ من بعض الأقلام والأفواه المأجورة والمزاجية هي ما تجعلنا نقول لهم «زهقنا سياسة» - تكتب نرمين الحوطي
زاوية الكتابكتب نرمين الحوطي أكتوبر 17, 2018, 12:56 ص 865 مشاهدات 0
الأنباء:
في الآونة الأخيرة وهي ليست بفترة قصيرة بل صارت طويلة المدى تهيمن وتسيطر على المجتمعات العربية حالة تسمى «محللين سياسيين».
على مدار اليوم نسمع ونقرأ كمّا من التحليلات السياسية لأناس بعضهم لا يفقه في السياسة شيئا والبعض الآخر متابع لتلك التحليلات ليس بقصد القراءة لمواكبة الحدث والأحداث بل لنقل تلك التحليلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليظهر للآخرين أنه خبير ومحلل سياسي، إلى أن وصل الحال بنا لأن نقول لهم «زهقنا سياسة».
من أجمل ما تعلمته من أستاذي أبومبارك الله يحفظه ويطول في عمره وقد ذكرتها من قبل في العديد من مقالاتي أن الأخبار أو التحليلات السياسية التي نأخذ بها لابد أن يكون لها مصدر رسمي، وعندما نرغب في أن نستمع لتحليلات سياسية لابد أن نشاهدها ونسمعها من قنوات وأناس لهم ثقل سياسي وليس ما نراه ونقرأه ونسمعه الآن على الساحة السياسية.
أنا لست بخبيرة سياسية، لكنني قارئة جيدة لبعض الكتب المختصة في عالم السياسة وزعمائها، وما تعلمته أن السياسي أو المحلل السياسي لابد أن يمتلك فكرا ونهجا متبعا يقوم عليه في تحليلاته السياسية، وبجانب هذا فإن السياسة لا تشترى ولاتباع ولا تستأجر كما نرى في الآونة الأخيرة، فالتحليل السياسي يبنى على طرح القضية وتحليل عناصرها دون تدخل وتحيز ممن يقوم بتحليلها ولا مانع بعد التحليل والتفكيك للقضية أن يطرح المحلل رأيه الشخصي وذلك الرأي لابد أن يبنى على مبادئ سياسية واستراتيجية فكرية لا مزاجية ومحسوبية كما نرى الآن من بعض المحللين والمغردين، ذلك هو التحليل السياسي وتلك هي قواعد التحليلات ولكن ما يكتب وينقل ويقرأ من بعض الأقلام والأفواه المأجورة والمزاجية هي ما تجعلنا نقول لهم «زهقنا سياسة».
مسك الختام: ليس من الذكاء أن تنتصر في الجدال.. إنما من الذكاء ألا تدخل في الجدال أصلا.. جبران خليل جبران.
تعليقات