النظام‭ ‬السوري بدرعا ‬يصادر‭ ‬أموال‭ ‬من‭ ‬تقلد‭ ‬مناصب‭ ‬ثورية‭

عربي و دولي

الآن - وكالات 645 مشاهدات 0


"الجميع‭ ‬مستهدف‭ ‬والكل‭ ‬سيعاقب"‬،‭ ‬لغة‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬درعا‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬بتطبيق‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬جنوب‭ ‬البلاد،‭ ‬بحق‭ ‬العسكريين‭ ‬والمدنيين‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تقلدت‭ ‬مناصب‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬المعارضة،‭ ‬أما‭ ‬شباب‭ ‬المحافظة‭ ‬فلا‭ ‬عقود‭ ‬التسوية‭ ‬ولا‭ ‬أوراق‭ ‬المصالحة‭ ‬ستجعلهم‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬من‭ ‬آلة‭ ‬التجنيد‭ ‬القسرية‭.‬

فقد‭ ‬أبلغت‭ ‬قوات‭ ‬النظام‭ ‬السوري،‭ ‬أمس‭ ‬مئات‭ ‬الشباب‭ ‬والرجال‭ ‬في‭ ‬أرياف‭ ‬درعا،‭ ‬بضرورة‭ ‬الإلتحاق‭ ‬ضمن‭ ‬قواتها‭ ‬بالخدمتين‭ ‬الإلزامية‭ ‬والاحتياطية،‭ ‬خطوة‭ ‬جاءت‭ ‬رغم‭ ‬انقضاء‭ ‬المهلة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬مُنحت‭ ‬للمدنيين‭ ‬وعسكر‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭ ‬الحر‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بتوقيع‭ ‬مصالحات‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬دمشق،‭ ‬عقب‭ ‬الصفقات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬برعاية‭ ‬روسية‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المعارضة‭ ‬السورية،‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬إزاحة‭ ‬الجبهة‭ ‬الجنوبية‭ ‬أكبر‭ ‬تشكيلات‭ ‬الجيش‭ ‬الحر‭ ‬عن‭ ‬واجهة‭ ‬درعا،‭ ‬وانتشار‭ ‬قوات‭ ‬روسية‭ ‬وأخرى‭ ‬نظامية‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭.‬

نظام‭ ‬يحاصر‭ ‬الشباب‭ ‬

وأكدت‭ ‬مصادر‭ ‬محلية،‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬النظام،‭ ‬ترفض‭ ‬إعطاء‭ ‬أي‭ ‬تأجيلات‭ ‬جامعية‭ ‬ودراسية‭ ‬للطلاب‭ ‬السوريين‭ ‬الذين‭ ‬عادوا‭ ‬إلى‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬بعد‭ ‬إنقطاع‭ ‬لأعوام‭ ‬طويلة،‭ ‬ليصبح‭ ‬الشباب‭ ‬محاصرين‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬نيران‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يرفضون‭ ‬دخول‭ ‬غمارها،‭ ‬وبين‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬تمنعهم‭ ‬قوات‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬البدء‭ ‬فيها،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يستبعد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬نشهد‭ ‬حركة‭ ‬هجرة‭ ‬عن‭ ‬الجنوب‭ ‬السوري‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الذين‭ ‬يطاردهم‭ ‬النظام‭ ‬السوري،‭ ‬بعد‭ ‬موجة‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬آلاف‭ ‬العائلات‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬تطبيق‭ ‬اتفاق‭ ‬الجنوب‭.‬

ليس‭ ‬التجنيد‭ ‬وحده‭ ‬من‭ ‬يطارد‭ ‬سوريي‭ ‬المصالحات‭ ‬في‭ ‬درعا،‭ ‬إذ‭ ‬تحدثت‭ ‬مصادر‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬باتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬صارم‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬الثورة‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬السوري،‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬إلى‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬والتجاري،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬المعارضة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭

.‬فأصدرت‭ ‬حكومة‭ ‬النظام،‭ ‬قراراً‭ ‬يقضي‭ ‬بوضع‭ ‬إشارات‭ ‬حجز‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الممتلكات،‭ ‬والأموال‭ ‬المنقولة‭ ‬وغير‭ ‬المنقولة‭ ‬لكل‭ ‬سوري‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬ضمن‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬أو‭ ‬موظفاً‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬المؤقتة‭ ‬بدرعا،‭ ‬وكذلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تدير‭ ‬المجالس‭ ‬المحلية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬ذات‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬أزواجهم‭ ‬وأولادهم،‭ ‬ضمن‭ ‬سياسة‭ ‬معاقبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬فاعلاً‭ ‬مسؤولاً‭ ‬في‭ ‬الثورة‭ ‬بالمحافظة،‭ ‬بعد‭ ‬توجيه‭ ‬تهم‭ ‬لهم‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬التورط‭ ‬بأعمال‭ ‬إرهابية‮»‬‭.‬

مصدر‭ ‬مطلع‭ ‬قال‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬‭: ‬قرار‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬الصادر‭ ‬بحق‭ ‬شخصيات‭ ‬في‭ ‬المعارضة،‭ ‬أقرته‭ ‬حكومة‭ ‬دمشق‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬شهر‭ ‬آب‭- ‬أغسطس‭ ‬للعام‭ ‬الحالي،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬بسبب‭ ‬الضجة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬واكبت‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ (‬10‭) ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭

.‬وأشار‭ ‬المصدر،‭ ‬الذي‭ ‬فضل‭ ‬حجب‭ ‬اسمه،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المعارضين‭ ‬السابقين‭ ‬للأسد،‭ ‬قبل‭ ‬تسوية‭ ‬أوضاعهم‭ ‬معه،‭ ‬يحاولون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬أو‭ ‬نفي‭ ‬لوجود‭ ‬اسمائهم‭ ‬ضمن‭ ‬قوائم‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬محكمة‭ ‬‮«‬الإرهاب‮»‬‭ ‬في‭ ‬دمشق،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دائرة‭ ‬السجل‭ ‬العقاري،‭ ‬والتي‭ ‬تبلغهم‭ ‬بدورهم‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬إشارة‭ ‬حجز‭ ‬على‭ ‬أملاكهم‭ ‬وعائلاتهم‭ ‬من‭ ‬عدمها‭.‬

علاجه‭ ‬البتر‭ ‬فقط

القيادي‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭ ‬الحر،‭ ‬العقيد‭ ‬‮«‬فاتح‭ ‬حسون‮»‬‭ ‬قال‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬‭: ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬شريحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الثوريين‭ ‬السوريين‭ ‬لا‭ ‬زالوا‭ ‬يصدقون‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬بوعود‭ ‬يقطعها‭ ‬أو‭ ‬معاهدة‭ ‬يبرمها‭ ‬أو‭ ‬اتفاق‭ ‬يعقده،‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كلها‭ ‬ضامنة‭ ‬له‭ ‬وليس‭ ‬روسيا‭ ‬فقط،‭ ‬فهذا‭ ‬نظام‭ ‬مجرب‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬مصداقية،‭ ‬ولا‭ ‬علاج‭ ‬معه‭ ‬سوى‭ ‬البتر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬انقلاب‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬الجنوب‭ ‬باستدعائه‭ ‬المئات‭ ‬إلى‭ ‬شعب‭ ‬التجنيد‭ ‬لزجهم‭ ‬في‭ ‬معارك‭ ‬قذرة‭ ‬للخلاص‭ ‬منهم،‭ ‬وكأنهم‭ ‬وقود‭ ‬لاستمرار‭ ‬الحل‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقتنع‭ ‬بسواه‭

.‬وأضاف‭: ‬فرفضه‭ ‬إعطاء‭ ‬التأجيلات‭ ‬الجامعية‭ ‬للدارسين،‭ ‬وإرهاصات‭ ‬تطبيقه‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬10‭ ‬الذي‭ ‬يصادر‭ ‬بموجبه‭ ‬أملاك‭ ‬السوريين‭ ‬بلا‭ ‬وجه‭ ‬حق،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬منهجيته‭ ‬المخادعة،‭ ‬وسياساته‭ ‬الكاذبة،‭ ‬وعلى‭ ‬من‭ ‬صدقه‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬قراره‭ ‬الشخصي‭ ‬بتصديقه،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬له‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬باتجاه‭ ‬الشمال‭.‬

أما‭ ‬بما‭ ‬يخص‭ ‬الجانب‭ ‬الروسي،‭ ‬فرأى‭ ‬القيادي،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬لروسيا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬النظام‭ ‬مصداقية‭ ‬بكثير‭ ‬أن‭ ‬تحترم‭ ‬تعهداتها‭ ‬كدولة‭ ‬عظمى‭ ‬وتعمل‭ ‬بموجب‭ ‬ضمانتها‭ ‬للاتفاق‭ ‬على‭ ‬لجم‭ ‬النظام،‭ ‬ولا‭ ‬أرى‭ ‬أمام‭ ‬من‭ ‬يساق‭ ‬إلى‭ ‬التجنيد‭ ‬بدون‭ ‬رضاه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يثور‭ ‬ويقاوم،‭ ‬وينزع‭ ‬عنه‭ ‬ثوب‭ ‬العبودية‭ ‬الذي‭ ‬ارتضاه‭ ‬بديلاً‭ ‬عن‭ ‬ثوب‭ ‬الحرية‭ ‬الذي‭ ‬جربه‭ ‬أيام‭ ‬الثورة‭ ‬الماضية‭.‬

‭… ‬ووعوده‭ ‬كاذبة

وقال‭ ‬العقيد‭ ‬‮«‬خالد‭ ‬المطلق‮»‬،‭ ‬عودنا‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬السورية،‭ ‬بنكثه‭ ‬لكافة‭ ‬العهود‭ ‬والمواثيق‭ ‬السابقة،‭ ‬والتي‭ ‬تخللت‭ ‬الثورة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وإن‭ ‬كافة‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬معه‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬كانت‭ ‬ضد‭ ‬الثورة‭ ‬بكل‭ ‬إرتداداتها‭

.‬لا‭ ‬روسيا‭ ‬ولا‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬لهما‭ ‬الأمان‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تطورات‭ ‬بالملف‭ ‬السوري،‭ ‬واتفاق‭ ‬أبرموه‭ ‬مع‭ ‬المعارضة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والبلدات‭ ‬السورية،‭ ‬كانت‭ ‬نهايته‭ ‬الغدر،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬أمامنا‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬درعا،‭ ‬من‭ ‬مصادرة‭ ‬أملاك‭ ‬السوريين‭ ‬الرافضين‭ ‬لحكم‭ ‬آل‭ ‬الأسد،‭ ‬ونلاحظ‭ ‬أيضاً‭ ‬العقوبة‭ ‬الجماعية‭ ‬لطلاب‭ ‬العلم،‭ ‬ومنعهم‭ ‬من‭ ‬إكمال‭ ‬دراساتهم‭ ‬الجامعية،‭ ‬مقابل‭ ‬سد‭ ‬الفجوات‭ ‬العسكرية‭ ‬ضمن‭ ‬جيشه‭ ‬المتهالك‭.‬

ووفق‭ ‬القيادي‭: ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬تصب‭ ‬انتقامها‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬اتفاق،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬فالقيادات‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬المعارضة‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬أي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تديرها‭.‬


تعليقات

اكتب تعليقك