استطلاعات ((الآن)) : تهديدات ترامب لدول الخليج ...ابتزاز أم شعبوية ؟
محليات وبرلمانمبارك الجري :يتحدث بعقلية المقاول | ميثم الشخص : ينظر للسياسة كصفقات تجارية
الآن أكتوبر 4, 2018, 11:23 ص 1300 مشاهدات 0
الآن - استطلاعات
على إثر ما تفوه به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من التصريحات الأخيرة حول عدم صمود بعض دول الخليج أسبوعًا واحدًا دون الوجود الأمريكي ، والتي شكلت إهانة وانتقاصا من شخوص ونظام الحكم للمملكة العربية السعودية ودول الخليج ، وبعض الدول الغنية كألمانيا وكوريا الجنوبية ، بهدف دفع الأموال لبلاده لقاء الحماية الأمريكية .
استطلعت آراء أكاديميين ومحللين عن هذه التصريحات .
الكاتب مبارك الجري قال أنه منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الامريكية وخطابه الشعبوي ظل يأخذ مساحة كبيرة في الخطاب السياسي الامريكي ، وأصبح لديه ترحيب من بعض المجتمعات الامريكية ، ولا يجرؤ ترامب على الاستمرار في هذا الخطاب من دون دعم من بعض افراد المجتمع لاسيما الذين اختاروا ترامب مرشحاً لهم .
ويؤكد الجري بأن تصريح ترامب بالنسبة للسعودية لا يعني السعودية بحد ذاتها، بل يعني الدول التي تملك ثروة كاليابان وكوريا الجنوبية وأيضا السعودية وكذلك تطرق للكويت في بداية تصريحاته حين قال أن الولايات المتحدة هي من حررت الكويت وعلى الكويت أن تعيد التفكير في هذه المسألة لأننا لا ندافع عنها إلا بمقابل .
لا يعتقد الجري أن الخطاب الذي وجه للملكة العربية السعودية هو يعني فقط الأسرة الحاكمة بل هو خطاب اقتصادي صرف ، فمنذ بداية حملة ترامب كان يركز على المسائل الاقتصادية التي لم تسلم منها المكسيك ، ودول أمريكية الجنوبية واوساط دبلوماسية وغير دبلوماسية وهناك انتقادات كبيرة من وسائل الاعلام الأمريكية لاسيما التي تدعم الحزب الديمقراطي لخطاب ترامب الشعبوي .
وبحسب رأيه يؤكد أن أثر خطاب ترامب في البداية كان غير مباشر ولكن اليوم بدت الآثار تكون مباشرة خاصة على منطقة الخليج ، ويعتقد بأن ما يعنيه ترامب في خطابه أن على المملكة العربية السعودية أن تتخذ خطوة في خفض أسعار البترول والتي أدت إلى مشكلة عالمية لاسيما الدول الخليجية التي عليها اتخاذ خطوة بانخفاض اسعار البترول عن طريق زيادة الانتاج .
ويقول الجري أن ترامب يتحدث دائماً بعقلية مقاول ولديه اهتمامات اقتصاديه عديدة وأثبتت التقارير التي تناولت صهره وابنته ذلك وما حدث من استقالات مؤخرا لدى الحزب الجمهوري تم بسبب سياسته الغريبة .
ويذكر أن الخليج الآن يعيش في أزمة لا يعرف متى ستنتهي ، ويعتقد أن سبب حدوث الازمة الخليجية سبباً أمريكيا صرفاً ، على إثرها تغير الخطاب تجاه الأزمة الخليجية ودعم كل من ترامب ووزير خارجيته صاحب السمو في تهدئة وتجاوز الأزمة ، وذلك يعود لأن المصالح الأمريكية بدأت تتأثر باستمرار هذه الأزمة .
ويؤكد " بأنه لا توجد دولة لم ينتقدها ترامب ، وهناك دول مركزية كتركيا مؤخرا تحدث ترامب بشكل واضح وصريح واستخدم قضية القس ، وترامب لا يعني القس وإنما قضايا اقتصادية صرفة وليست سياسية ".
ويبين " الأزمة ستستمر إذا استمر هذا الخطاب وإذا لم يكن لدى الخليج خطوة جادة في عمل توازن في علاقاتها مع الدول الاخرى ، فزيادة الاعتماد على الولايات المتحدة الامريكية يعني زيادة الأزمة ".
وحسبما يذكر بأنه لا توجد هناك ردود فعل واضحة ومحددة من قبل دول الخليج ، ومن الممكن أن يتغير ذلك في المستقبل لكن بالنسبة للكويت فهي تعمل منذ بداية تأسيس الدولة الحديثة بسياسة العقلنة والتوازن ، فتحول السياسية الخارجية الكويتية غير متوقع في الوقت الحالي إلا اذا كان ضرر بشكل مباشر.
ويقول الجري إن ترامب متقلب في خطاباته فعندما ينتقد دول معينة على تويتر نجده يتراجع عما قاله في اليوم التالي ، فخطاباته لا تتسم بالثبات.
أما الخبير في الأسواق المالية ميثم الشخص فيقول بأن كل دولة لها الحق في أن ترعى مصالحها ، والمصالح الاقتصادية تتصدر أوليات المصالح لدى الدول .
ويذكر بأن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه مشاكل اقتصادية عديدة حتى قبل رئاسة ترامب ولأن ترامب رجل أعمال فلغة التخاطب لديه تنطلق من سياسة المال ، وينظر للأمور بنظرة الصفقات ، ولا يعد للبعد السياسي دوراً كبيراَ ، ولا ينظر لأهمية التحالفات وجدواها، وأي تحالف متواجد فعبارة عن صفقة حماية مقابل مبلغ .
ويبين الشخص أن ترامب تناسى بأن المطالب التي يدعيها قد تؤثر على الدول المتحالفة معه ، خاصة أنه يطالب بأمرين متناقضين ، فالتناقض الأول يتمثل في مطالبته دول أوبك ,والتي معظم أعضاءها الرئيسين من دول الخليج, بأن تزيد من الإنتاج وتعمل على تخفيض الأسعار ، وبحسب رأيه بأن ذلك يعد تناقض للحماية الفكرية ، وحرية رؤوس الأموال والتجارة الحرة ، وغيرها من النظريات الأمريكية المتعارف عليها في الدراسات الاقتصادية .
ويوضح بأن تصريح ترامب الذي يقول فيه بأن على السعودية ودول الخليج أن تدفع مقابل الحماية وذهب إلى غيرها من الدول الغنية لطلب ضريبة الحماية ، وادعاءه أن المملكة العربية السعودية لديها تريليونات الدولارات تم من دون النظر لهذه الدولة ككيان ذات مؤسسات ولديها ميزانية من المصروفات.
ويتساءل الشخص عن من سيحمي من ؟ أو ممن ؟ فتلك الحماية يفترض أن تكون من أيدي عابثة تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية حتى تجني مبالغاً هائلة بذرائع عدة .
ويقول إن دفع المبالغ يكون وفق اتفاقيات مستحقة الدفع ، أما حدوث العكس بالمطالبة بدفع المبالغ خارج إطار الاتفاقية يسمى بالابتزاز السياسي وهو الابتزاز الذي يستهدف تهديد دول الخليج باسم الحماية ، ويستهدف كذلك كسب المؤيدين من الأمريكيين الذين يريدون زيادة إيرادات الدولة.
ويضيف أن الطريقة التي سيستمر بها ترامب ، ستجعل دول الخليج تضطر إلى الدخول في تحالفات واتفاقيات مع دول مختلفة.
ويبين أنه وفي الفترة الأخيرة ومع الاختلاف المزايد مع التوجهات الأمريكية التي تدفع بأن يكون هناك معسكرين في العالم فالخيار الثاني لدى دول الخليج أن تضطر للذهاب إلى التكلفة الأقل فيما يسمى ببرامج الحماية والخاسر الأكبر ستكون الولايات المتحدة الأمريكية.
ويتساءل الشخص مرة أخرى ستواجه دول الخليج أمريكا؟ أم ستضطر لتخسر الكثير مادياً على حساب إرضاء غرور الرئيس الأمريكي؟
تعليقات