كاتبة إماراتية تكتب عن لقاءها بالشيخ صباح الأحمد قبل 48 عاماً

زاوية الكتاب

كتب الآن 1309 مشاهدات 0


صحيفة البيان ( الإمارات) 

فاطمة ماجد السري 

الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت المفدّى. أمير القلوب، أمير الدبلوماسية، أمير الإنسانية، أمير السلام، إنه خريج المدرسة المباركية التي درس فيها معظم أبناء الكويت ونهلوا منها العلوم والمعارف التي كونت شخصياتهم وأبرزتهم في مجتمع الكويت، منذ تولى المغفور له بإذن الله، الشيخ عبد الله السالم الصباح مقاليد الحكم المعروف بأبي الدستور، على إثرها نالت الكويت استقلالها في 25 فبراير 1961.

وكانت الكويت في تلك الفترة قد برزت كدولة عربية وإسلامية تساهم في فض النزاعات والعمل على الاستقرار بين الدول المتخاصمة في تلك الفترة من الستينيات من القرن الماضي، وقد ساهم المغفور له في حل قضايا عربية برزت كقضية فلسطين والعدوان الثلاثي على مصر، كما ساهم في إعداد مذكرات خاصة والذهاب بها إلى الأمم المتحدة في نيويورك، فكانت دولة الكويت والشيخ صباح الأحمد من الرجال الدبلوماسيين الذين بحق برزت دبلوماسيتهم، فأصبحت الكويت وصباح الأحمد شجرةً مثمرةً لا يتوقف عطاؤها الدائم الذي يشمل القريب والبعيد.

هذه الشجرة المثمرة أصبحت تُرمى من الخلف، ولكن (ما يهزك ريح)، فمهما كان مستوى الكلمات التي تفوهَ بها الصحفي من قناة المنار اللبنانية، يبقى أمير الدبلوماسية هرماً شامخاً، ونموذجاً في الدبلوماسية بجهوده الكبيرة التي استطاع من خلالها بحنكته السياسية إزالة الصراعات والخلافات الكثيرة بين العديد من الدول العربية، فاستحق أن يكون أميراً للسلام. وأميراً للإنسانية في مساعداته السخية الكثيرة للكثير من الشعوب والدول دون النظر إلى العقيدة أو العرق أو اللون وبعيداً عن العنصرية. جمهورية لبنان الشقيقة دولة عربية برزت فيها عدة أحزاب وهذه الأحزاب جعلتها في خصام مستمر وحروب أهلية منذ ما يقارب أربعة عقود، هذه الحروب لم تجعل الزائر إلى لبنان يتمتع بجمال معالمه الطبيعية الخضراء، التي تغنّت فيها السيدة فيروز (بحبك يا لبنان. يا وطني بحبك. بحبك بشمالك بجنوبك. بسهلك بحبك). بغض النظر عن الأفعال المسيئة من البعض، ستبقى لبنان في القلب.

شخصياً رأيت أمير القلوب في مطار الكويت الدولي إثر عودتنا من الكويت إلى دبي في شهر يناير 1970م، وفي ذلك الحين كنت في السادسة من عمري، وفي الطائرة علمنا أنهُ سوف يرافقنا إلى دبي، فسعدت بفرصة لقائه، لأنني اعتدت على مشاهدته في التلفاز وسنحت لي فرصة رؤيته في الواقع، فسلم والدي عليه فجلسنا بجانبه وتبادلنا أطراف الحديث.

تعليقات

اكتب تعليقك