المبعوث الروسي لأفغانستان: الولايات المتحدة تعمل بشكل منفرد في محادثات طالبان

عربي و دولي

454 مشاهدات 0


قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف، إن الولايات المتحدة تفضل العمل بشكل منفرد في عملية المصالحة مع حركة "طالبان"، ولا تأخذ في الحسبان مصالح الشركاء الإقليميين لجيران أفغانستان.

وفي مقابلة مع الأناضول، قال كابولوف إن "موسكو اتبعت أسلوبا أكثر شمولا لتسوية سلمية في أفغانستان، من خلال دعوة واشنطن للمشاركة في الجهود الجماعية الرامية إلى ذلك".

وأضاف الدبلوماسي الروسي أن "محاولة بلاده الأخيرة لحل الصراع الأفغاني المستمر منذ سنوات شملت دعوة الولايات المتحدة لحضور اجتماع في موسكو".

وكان من المقرر عقد اجتماع بموسكو في 4 سبتمبر / أيلول الجاري، إلا أن الرئيس الأفغاني أشرف غني اقترح أواخر أغسطس / آب الماضي تأجيله بسبب ضرورة صياغة موقف الجانب الأفغاني من هذه المسألة من ناحية، وتغير الكوادر في القيادة الأمنية لأفغانستان من ناحية أخرى".

وأعرب خبراء عن قلقهم من احتمال رفض "طالبان" القدوم إلى موسكو، بسبب تلبية الأخيرة طلب حكومة كابل بإعادة جدولة موعد الاجتماع، حيث لا تعترف الحركة بالحكومة الحالية في أفغانستان.

ومع ذلك، نوّه كابولوف أن موسكو تتوقع حضور "طالبان" الاجتماع المقبل، كونه يوفر "فرصة فريدة" للحوار مع ممثلي جيران أفغانستان وحلفائها.

ويرى مراقبون أن رئيس مجلس الأمن القومي الأفغاني الجديد حمد الله محب (35 عاما)، قد يشكل عائقا أمام نجاح الاجتماع المذكور كونه يتبع سياسة تتجه نحو الغرب، ولا تهتم بالتفاعل مع موسكو.

وقد عمل محب الذي جاء خلفا لـ "حنيف عتمار" سفيرا لبلاده لدى الولايات المتحدة، وتلقى تعليما غربيا، وهو متزوج من مواطنة أمريكية تدعى لايل آدمز، وهي أيضا خبيرة في شؤون أفغانستان.

وبهذا الخصوص، قال كابولوف إن استقالة "عتمار" ستؤثر سلبا دون شك على عمل مكتب مجلس الأمن القومي الذى يعالج أيضا قضايا المصالحة الوطنية، وذلك نظرا إلى كونه شخصية قوية ومؤثرة في قيادة البلاد.

وفي معرض رده على بيان الخارجية الأمريكية حول عدم وجود نتائج هامة للاجتماع الأول في موسكو بشأن عملية السلام الأفغانية قال كابولوف: "إن إنجازات اجتماع موسكو التي لا جدال فيها في أبريل / نيسان 2017، هي اعتراف المشاركين بعدم جدوى استخدام القوة ضد المعارضة المسلحة، والحاجة إلى اتفاق سياسي في أفغانستان".

وقال كابولوف "بالنظر إلى الأحداث التي تجري تحت رعاية الولايات المتحدة، لا نرى حتى مثل هذه الخطوات الصغيرة التي من شأنها أن تسهم في إطلاق عملية السلام بين الأفغان".

كما استنكر كابولوف رفض الولايات المتحدة حضور اجتماع موسكو، بحجة أنه ليس برئاسة الجانب الأفغاني، فيما كان الاجتماع مقررا تحت القيادة المشتركة للوفدين الروسي والأفغاني.

و"من الواضح أن الأمريكيين يشاركون فقط في الاجتماعات التي تعقد تحت قيادتهم وتفي بمصالحهم فقط"، بحسب المصدر نفسه.

وفي الوقت نفسه، لفت كابولوف "لا ننكر أن الولايات المتحدة هي لاعب رئيسي في أفغانستان بسبب وجودها العسكري، وقيادتها بعثة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في البلاد، ودعمها المالي لحكومة كابل".

واختتم حديثه بالقول إنه "ليس من قبيل المصادفة أن تعلن حركة "طالبان" استعدادها للتفاوض بخصوص السلام مع الولايات المتحدة، بدل كابل، بشرط مسبق لسحب القوات الأمريكية من البلاد في المقام الأول".

تعليقات

اكتب تعليقك