مخطئ من يظن أن تأثيرات انهيار الليرة لن تتجاوز حدود تركيا.. هكذا يرى زايد الزيد
زاوية الكتابكتب زايد الزيد أغسطس 15, 2018, 11:29 ص 1083 مشاهدات 0
النهار
الخلاصة- تبعات انهيار الليرة التركية
زايد الزيد
واصلت الليرة التركية مع مطلع الأسبوع الحالي تهاويها بسرعة قياسية فيما يشبه انهياراً حقيقياً للعملة، وبالتالي حدوث تأثير سلبي على اقتصاد هذا البلد الذي يتمتع باقتصاد قوي خلال السنوات الماضية ناهيك عن الاستثمارات الضخمة داخلها، بالاضافة الى توسع مجالات الصناعة في تركيا على جميع الأصعدة وصولا الى الصناعات الثقيلة وتصنيع السلاح، وهي مجالات ستؤثر بلاشك وتتأثر بانهيار الليرة التركية، ومع بدء الحكومة التركية - من خلال البنك المركزي - بحزمة اجراءات لاصلاح ما يمكن اصلاحه، يبدو ان الأزمة ستطول لاسيما بعلاقتها بجانب سياسي بحت مرتبط بالأزمة مع واشنطن كما ذكرنا ذلك في مقال سابق، وتبين هذا التأثير في التصريحات المتتالية على مدى الأيام الماضية وخاصة من الرئيس التركي اردوغان.
وبالنظر الى انهيار الليرة التركية وسعر صرف العملة، فمخطئ من يظن ان تأثيرات هذا الانهيار لن تتجاوز حدود تركيا، فبالنظر الى متانة وقوة الاقتصاد في تركيا وطبيعة التعاملات التجارية بمختلف انواعها داخل تركيا وخارجها، فذلك سيدفع حتما لتأثر بقية المتعاملين بالخارج، وستنتقل تبعات ذلك الى الخارج بشكل تدريجي في حال تباطؤ تعافي الليرة من الانهيار، ولعل ما حدث في سعر اليورو وتراجعه بمنتصف الأسبوع ابلغ دليل على ألا احد بمعزل عن تأثيرات انهيار العملة التركية، وجاء تراجع اليورو أمام الدولار الأميركي والين الياباني بعد أن ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن البنك المركزي الأوروبي لديه مخاوف بشأن بنوك في اسبانيا وايطاليا وفرنسا وانكشافها على مشاكل تركيا.
والناظر الى تركيا يرى انها في العقدين الأخيرين تجاوزت العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية، ولا يختلف اثنان على ان حزب العدالة والتنمية يعد مؤسس جميع حقيقياً للتنمية في تركيا، فتركيا اليوم ليست تركيا التي كانت قبل 20 عاما، فهي تشهد تطوراً تنموياً هائلاً على كافة الأصعدة، ومؤكد ان هذا التطور ما كان ليكون لولا وجود خطط مدروسة بعناية بعيدة المدى، ولعل انهيار سعر العملة، يضع النظام الرئاسي الجديد أمام امتحان عسيرأمام شعبه، وسواء تجاوزت تركيا هذه المحنة الاقتصادية ام غاصت في أوحالها، فمن المؤكد ان تبعات أي من الطريقين ستنعكس على أحوال المنطقة سياسياً واقتصادياً، والأيام حبلى بالمفاجآت وان غداً لناظره قريب.
تعليقات