"ناسا" تطلق مسبار "باركر" لدراسة الغلاف الخارجي للشمس
عربي و دوليأغسطس 12, 2018, 2:13 م 260 مشاهدات 0
أطلقت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" بنجاح إلى الفضاء مسبار "باركر" الشمسي، من أجل الوصول إلى أقرب نقطة للشمس يصل إليها الإنسان، لدراستها والتعرف على خصائصها، في مهمة تمتد 7 سنوات.
وذكرت الوكالة في بيان اليوم الأحد، أن المسبار انطلق الساعة 08:31 بتوقيت جرينتش، من مركز كيندي للفضاء في كيب كانفيرال بولاية فلوريدا الأمريكية، بعد تأجيل إطلاقه لمدة يوم.
وتم تصميم المسبار بحجم سيارة بتكلفة 1.5 مليار دولار، وأدى خلل فني في اللحظة الأخيرة إلى تأجيل إطلاقه المخطط في وقت مبكر من صباح السبت.
وذكر موقع "ديلي إكسبريس" البريطاني، أن مسؤولي "ناسا" قرروا تأجيل إطلاق المسبار قبل دقائق من انطلاقه لمدة 24 ساعة، بسبب اندلاع إنذار من خزان غاز الهيليوم، وهو ما دفع مسؤولي الوكالة الأمريكية إلى تأجيل المهمة.
وتم تجهيز المسبار بدروع خاصة لتحمل درجات الحرارة المرتفعة في المجال الجوي الشمسي، من أجل الوصول إلى أقرب نقطة للشمس لدراسة المجال الشمسي والجزيئات الموجودة بداخله والمجال المغناطيسي للشمس، وغيرها من الأمور لفهم كل التفاصيل حول ارتفاع درجة حرارة المجال الشمسي عن الشمس نفسها.
وأكد ميك وولتمان من برنامج "ناسا" لخدمات الإطلاق، أن الفترة الماضية شهدت عملا كبيرا من الجميع للتجهيز للمهمة المستحيلة.
واعتبرت "ناسا" أن عملية إطلاق المسبار بمثابة بداية لمهمة تهدف إلى حل مجموعة من المسائل الغامضة التي حيرت علماء الفلك أكثر من 60 عاما.
وأضافت أن هذا المسبار سيكون أول سفينة تصل إلى الغلاف الخارجي للشمس الذي يعرف باسم "الكورونا" أو الهالة الملونة.
وستحلق المركبة على مسافة تقترب من سطح الشمس بنحو 6.1 ملايين كيلومتر، وبالتالي ستكون أقرب من هذا السطح 7 مرات، من أي سفينة قامت بمثل هذه المحاولة من قبل.
وسيتوجه مسبار باركر الشمسي إلى كوكب الزهرة أولا، وهو ثاني أقرب كوكب للشمس بعد عطارد، ليستعين بجاذبيته في 7 رحلات للتحليق بالقرب من الشمس لكي يقترب بشكل تدريجي منها.
ومن المقرر أن تضع الدوائر المحيطة بكوكب الزهرة المسبار في مداره للوصول إلى أول نقطة له للاقتراب من الشمس في نوفمبر / تشرين الثاني المقبل، ثم يقوم بعد ذلك بالدوران 24 مرة على مدار لمدة 7 سنوات، لتقترب المركبة الفضائية تدريجيا من الشمس بشكل مستمر.
وسيقوم المسبار بأبحاثه العلمية في منطقة خطرة تسود فيها حرارة مرتفعة وإشعاع شمسي، وفقا لـ "ناسا".
وأشارت الوكالة أن المسبار سيحلق على مسافة كافية من الشمس لمراقبة زيادة سرعة الرياح الشمسية من درجة أقل من سرعة الصوت إلى درجة أسرع من الصوت، رغم أنه سيكون على مسافة ملايين الكيلومترات من سطح الشمس.
كما يدور المسبار الذي يبلغ وزنه 700 كيلوجرام حول الشمس في طريق بيضاوي، ويصل إلى سرعة نحو 200 كيلومتر في الثانية.
ويستخدم المسبار تركيبة من القياسات والتصوير لدراسة الغلاف الخارجي للشمس وتطور الرياح الشمسية، وهي عبارة عن جسيمات مشحونة بالطاقة تتدفق إلى خارج الشمس بسرعات عالية للغاية.
وتأمل "ناسا" أن تساعد هذه المهمة في الحصول على معلومات عن طبيعة عمل النجوم، وجمع بيانات لتحسين طرق التنبؤ بالطقس على الأرض.
وتأمل أيضا أن تكشف مهمة المسبار عن كثير من الألغاز عن الشمس، مثل: لماذا يكون الغلاف الخارجي للشمس أكثر حرارة من سطح الشمس ذاتها؟ وذلك عكس ما تنص عليه قوانين الفيزياء.
تعليقات