بر الوالدين .. طاعة للرحمن

محليات وبرلمان

10061 مشاهدات 0


ان من أهم المواضيع التي يتجاهلها الناس في هذا الزمان بسبب قلة الوازع الديني أو كثرة الانشغالات كما يزعمون، هي حقوق الوالدين علينا، ولقد أوصانا الله سبحانه وتعالى بهما في سورة الإسراء بقوله جل جلاله(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، وقوله تعالى:(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36 .

وجاءت هذه الآية على أمرين عظيمين الأول: التأكيد على أصل توحيد الله، والثاني الإحسان إلى الوالدين، فقد قارن سبحانه وتعالى بين حقه بالعبادة وحق بر الوالدين، وان أعظم ما يقوم به العبد بعد عبادة الله بر والديه، ولا ننسى فضل بر الوالدين على الجهاد، فعن عبد اللّه بن عمرو ابن العاص، جاء رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟). فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما) [مسلم].‏

ولا ننسى أن بر الوالدين ليس فقط بالإحسان إليهما بحياتهما بل حتى عند موتهما بالتصدق لهما وزيارة من كانوا يحبون زيارته والدعاء لهما, فيجب علينا مراعاة الوالدين وطاعتهم والسماع لهما وأن رضا الله من رضا الوالدين، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال(رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين) أخرجه الترمذي . ولا ننسى أن عقاب عقوق الوالدين معجل بالدنيا لأن الدنيا كما تدين فيها تدان، فالجزاء من جنس العمل, والإحسان يعود لنا بالخير، وان كما تبر والديك فأن أولادك غدا سيبرونك ويحسنون إليك، وان كان العكس سترى عقابك بالدنيا قبل الآخرة، ولا ننسى فضل دعاء الوالدين فعن أبي هريرة قال- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاث دعوات مستجابات، دعا الوالد على ولده، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر) أخرجه الترمذي، وهذا الحديث بهذا السند، وان من أهم ما تقضي به الإجازة في بر الوالدين وخدمتهما ورعايتهما فيما يحتاجان إليه وارضاهما في غير معصية الله.

ولا ننسى فضل بر الوالدين فهي صلة للرحم وطاعة الله ورضا الله، وان رضاهم من رضا الله ورضا الله يورث الجنة، فكلنا نطمع بدخول الجنة، ونسأل الله أن نكون من أهلها، فهناك وسائل عديدة لبر الوالدين حتى لو كنت خارج البلاد عن طريق التلفون ووسائل التقنية الجديدة بالاتصال التي أصبحت من السهل التعامل معها، وجعل بر والديك من أهم الأمور الدنيوية، ليصلح الله لك في أعمالك ويرزقك الذرية الطيبة المباركة.

فمن المؤلم أن نسمع الحوادث بشكل شبه يومي حول عقوق الوالدين، فهذا رمى أحد والديه بدار المسنين، وآخر ضرب أحدهما، وثالث انتزعت الرحمة من قلبه فاستل سكينا وغرسها بجسد من رباه وعلمه وسهر على راحته.

اللهم انا نسألك ان تغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وأن تخفض جناحنا لهما، وان تعيينا على بر والدينا، واجعلنا ممن ينهض حين يرى أحدهما دخل عيله، ليقبل رأسه ويديه.

اللهم أصلحنا وأصلح شبابنا وبناتنا، اللهم أعلِ همتهم، وارزقهم العمل لما خلقوا من أجله، واحمهم من الانشغال بسفاسف الأمور،وأيقظهم من سباتهم وغفلتهم الهوجاء والسعي وراء السراب، اللهم اجعلنا في طاعتك وطاعة والدينا في ما يرضيك واجعلنا من الابرار.
 

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك