عبداللطيف الدعيج وسامي الخليفة في اتجاه واحد ضد مسلم البراك ' مساندتك لأبورمية طغت فيها روح القبلية وغبت عن زميليك عبدالصمد ولاري الذين لقيا نفس مصير الأول '
زاوية الكتابكتب إبريل 23, 2009, منتصف الليل 1401 مشاهدات 0
.. وأين كنت أنت؟!
كتب عبداللطيف الدعيج :
النائب المرشح مسلم البراك عاب على جمعية الخريجين وجمعية حقوق الانسان وجمعية المحامين، عاب عليهم عدم اهتمامهم وغيابهم عن تسجيل موقف ضد الاعتقالات الاخيرة. نشاطر النائب المرشح نقده لبعض مؤسساتنا المدنية وحتى بعض «قوانا» السياسية لمواقفهم الرخوة تجاه التعنت الحكومي الحالي. وعلى قولة القائل كلام جميل وفي محله.. لكن الاجمل منه هو وين حضرتك انت عندما تمت اهانة وظلم زملائك في التكتل الشعبي.. عدنان عبدالصمد وعبد المحسن جمال؟.. لم تلتزم الصمت يابو حمود.. لم تلتزم الصمت كحال من انتقدتهم... ويا ليتك فعلت. لكنك انضممت الى الركب الظالم حين فصلتهم من تكتلكم الشعبي حارمهم ليس من الدعم والمؤازرة المنتظرة وحسب، لكن ممهدا الارضية لادانتهم ولاستمرار جلدهم.!!!
النائب المرشح ليس الوحيد الذي تضيع عنده الاولويات وتختلط عنده المفاهيم. فالمؤسف اننا جميعا خاضعون بهذه الدرجة او تلك لكمّ هائل من الموروث والتقليد البالي الذي حرص الصحاف الجديد في رسالته الى رؤساء تحرير الصحف على تأكيده وتعميقه. وقوف النائب مسلم البراك مع المعتقل ضيف الله بورمية قد يكون لموقف انساني وسياسي، مثل موقفي انا وغيري ممن رأى في اعتقاله واستمرار حبسه تعسفا. قد يكون الحال كذلك. لكن من المؤكد ان موقف النائب البراك الحقيقي لا بد ان ينطلق من موروث قبلي بالاساس. والتزام عرقي بالمناصرة والمساندة «ظالما او مظلوما». وهو الى جانب ذلك وفي حالة المرشح البراك موقف املته ظروف الانتخاب وحاجة السيد البراك لاصوات القبيلة واصوات زميله المرشح في المنطقة نفسها.
من المؤسف هنا ان جميع مواقفنا السياسية والمدنية ليست مواقف اصيلة ومؤصلة عند الجميع. بل ان اغلبيتنا، وفي الواقع كلنا، خاضعون بدرجة كبيرة لتأثيرات الموروث والاتباع من قيم واحكام لا تزال تحدد الجانب الاكبر والاغلب من سلوكنا وممارساتنا السياسية والاجتماعية. اغلبنا يملك فكرا نيرا ولديه انتماءات ومواقف متقدمة. لكن عند «الصدقية» يبرز الموروث والبالي من قيم ليحدد السلوك ويملي الانتماء.
لنأخذ عبرة وعظة، من ظروف اعتقال بورمية والبقية ومن ظروف اتهام عدنان عبدالصمد والبقية، ولتكن مواقفنا القادمة مبنية على اولويات ومبادئ عامة غير قابلة للكسر او التفضيل.
مسلم البراك... وقعت!
د. سامي ناصر خليفة
مفارقة لافتة وقفت أمامها كثيراً تستحق التدبر بها والتمعن في تداعياتها وتدل على الطريقة التي يفكر بها النائب السابق مسلم البراك، هذا النائب الذي التزم الحكمة والتعاطي الهادئ في معالجة أمر تعلّق بأقرب الناس إليه، وهما النائبان السابقان أحمد لاري وسيد عدنان عبدالصمد، حين أمرت النيابة العامة باعتقالهما من قبل أمن الدولة والتحقيق معهما على خلفية المشاركة في «التأبين». بل أكثر من ذلك حين دعا إلى التعاطي بروح المسؤولية وضبط النفس، وامتلاك الحواس والجوارح والتحكم بها إلى درجة تساءل الكثير: أيُجازى الذين وقفوا معك بـ«كتلة العمل الشعبي» في مجلس الأمة أن تتعامل معهما بتلك الصورة؟ أهو خذلان عن نصرة الذين دافعوا عنك يوم تخلى عنك الآخرون، أو هو تقاعس عن الوقوف مع رجال همهم تبرئة ساحتك يوم كثر عليك سواد الغالبية؟ أم هي حكمة موقف أردت أن تنزع بها فتيل المشكلة بصورة تحدد فيها الضرر بهما كي لا يصل إليك؟
تلك الصورة ارتسمت أمامي وحيثيات تفصيلية أخرى للمشهد نفسه لا يسع المقال لذكرها، وأنا أشاهد مسلم البراك مجدداً أمام المشهد السابق نفسه، وهو يتكرر، حين أمرت النيابة العامة باعتقال النائب ضيف الله بو رمية في أمن الدولة والتحقيق معه على خلفية تصريحاته الجارحة لشخصيات حكومية، وأمام تكرار المشهد تتبدل الحكمة في التعاطي للبراك نفسه فيترجمها باندفاعه عاطفية أمام الجماهير المحتشدة لم تشهده مرافعاته في مجلس الأمة مع أهم القضايا المصيرية للناس. يا سبحانه أن تتبدل الحكمة والتروي والهدوء في المشهد الأول بالاندفاع والتهور والتصادم، ويا سبحان الله أن يتبدل بيان «كتلة العمل الشعبي» الذي يدين فيه البراك زملاءه عدنان ولاري ويبرئ موقف الدولة ضمناً في اعتقالهما، برفع العقال نصرة لبو رمية وهو يلاقي مصير زميليه السابقين نفسه!
وقفت أتأمل في المشهدين لأجد تبريراً لتلك المفارقة التي تحز في النفس قد أحافظ به على حسن الظن بأخي بو حمود الذي أكن له كل احترام ومحبة، ولكن - وللأسف الشديد - لم أجد نتيجة أقنع نفسي بها غير أن العصبية القبلية التي تلعب دورها كانت هي وحدها سيدة الموقف، والتي أوجدت هذا التباين في طبيعة وطريقة وأسلوب تعاطي البراك مع المشهدين. نعم، هي العصبية القبلية التي جعلت رأيين متباينين لحدثين متشابهين لا اختلاف بينهما إلا في أسماء الضحايا.
وأمام تلك المفارقة لا نملك إلا أن ننعت المعارضة الكويتية ونترحم على دعاة الإصلاح ورافعي راية التغيير في البلاد لنقول لشعبنا العزيز، إن المناخ السياسي موبوء بالمصالح الشخصية، ويصعب في تلك الفتنة التي اجتاحت الكويت أن يعرف بعضنا النظيف من غيره، وكم كنت أتمنى أن تبتعد شخصية أجلها وأقدرها كمسلم البراك عن هذا الجو الموبوء، حتى لا يوقفنا عند تلك المفارقة، وليس لي إلا تذكير البراك بقول نبينا الأكرم: «اجتنبوا مواضع الشبه، فرحم الله من جب الغيبة عن نفسه». رحمكم الله تعالى وإيانا وجعلنا من السائرين على دربه وأبعدنا عن مواضع الشبه ومواقع الفتن.
تعليقات