اكد دولة الكويت ضرورة مواصلة مجلس الامن موقفه الموحد والحازم تجاه الملف اليمني وان تكون رسالته واضحة للأطراف اليمنية وبشكل خاص جماعة الحوثي. جاء ذلك في كلمة الكويت خلال جلسة مجلس الامن حول الحالة في اليمن والتي ألقاها المندوب الدائم لدى الامم المتحدة السفير منصور العتيبي مساء امس الخميس. وقال العتيبي ان الازمة اليمينة لا يمكن ان تحل عسكريا بل سياسيا بالارتكاز على المرجعيات السياسية الثلاثة وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن ذات الصلة بما في ذلك القرار رقم 2216. واضاف ان اي خطة سلام لا تستند على هذه الاسس ستسهم بتعقيد الاوضاع واطالة امد الازمة مما سيكون له آثار خطيرة على الامن و الاستقرار الاقليمي والدولي مؤكدا دعم الكويت لمساعي المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيثس ولجهود الامم المتحدة الرامية الى تسوية النزاع في اليمن بشكل سلمي. واوضح انه "وبالرغم من اعلان التحالف وقف عملياته العسكرية لاستعادة مدينة وميناء الحديدة لتكون تحت سلطة الحكومة اليمنية الشرعية الا ان ميليشيات الحوثي واصلت استهدافها المتعمد للمواقع المدنية والمأهولة بالسكان في المملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية والتي وصل عددها حتى الآن الى 163 صاروخا باليستيا بالإضافة لأكثر من 66 ألف مقذوف متفجر وجهت نحو اهداف مدنية مخلفة خسائر بشرية ومادية". واشار العتيبي الى ان "المليشيات الحوثية تمارس أنماطا جديدة من التحدي والتهديد لارادة المجتمع الدولي من خلال استهدافها لسلامة الملاحة البحرية الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر سواء بزرعها للألغام البحرية او استهداف السفن التجارية والنفطية والتي كان آخرها استهداف سفينتين سعوديتين الاسبوع الماضي بصواريخ مضادة للسفن كادت ان تؤدي لكارثة بيئية في تلك المنطقة مستغلة بذلك سيطرتها على ميناء الحديدة لتنفيذ تلك الهجمات". واكد العتيبي انه لا يمكن القبول او التهاون في استمرار الهجمات الصاروخية الباليستية على دول الجوار وكذلك تهديد مسارات الملاحة البحرية الدولية في باب المندب والبحر الأحمر والذي سيكون له الأثر السلبي على السلم والأمن الإقليمي والدولي. وجدد ادانة الكويت وبأشد العبارات لهذه الهجمات الصاروخية الباليستية من قبل ميليشيات الحوثي على اراضي المملكة وتهديد دول الجوار وسلامة الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الاحمر وهو انتهاك خطير للقانون الدولي والقانون الانساني الدولي وتهديد صريح للسلم والامن الاقليمي والدولي. واكد العتيبي تأييد دولة الكويت للمملكة العربية السعودية فيما تتخذه من اجراءات تهدف للحفاظ على امنها واستقرارها واشادتها بقرارها في منح 25 ألف تأشيرة حج للحجاج اليمنيين من جميع المديريات والمحافظات اليمنية دون استثناء او تمييز. وبالنسبة للوضع الانساني في اليمن قال العتيبي ان مؤتمر المانحين بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن والذي عقد في جنيف في شهر ابريل الماضي بتنظيم من الامم المتحدة وسويسرا والسويد اثمر عن تعهدات تجاوزت الملياري دولار امريكي وكان له الاثر الايجابي في عكس اهتمام المجتمع الدولي في تدارك تدهور الاوضاع الانسانية في اليمن خاصة في الاجزاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي. واضاف ان مواصلة سيطرة هذه الجماعة على مدينة الحديدة وموانئها وتحكمها في مسارات المساعدات الانسانية قد يساهم في ضياع المقاصد المرجوة من مؤتمر المانحين ويعمد الى ترسيخ اوجه المعاناة الانسانية في اليمن. وشدد العتيبي على ضرورة التعاون مع الامم المتحدة لضمان الوصول الآمن والتوزيع الكامل للمساعدات الانسانية لكافة المناطق اليمنية وعدم التعرض لموظفيها العاملين على الارض. واعلن ان ما تعهدت به دولة الكويت في شهر ابريل الماضي قد تم الوفاء به بالكامل اذ تم تسديد كامل مبلغ التبرع والبالغ 250 مليون دولار الى المنظمات والوكالات والصناديق الدولية لتخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق بجميع اطيافه. وبين العتيبي انه من غير المقبول الاستمرار في نهج التجاهل لقرارات مجلس الامن ذات الصلة لا سيما القرار 2216 ومواصلة التعنت في الانخراط بشكل بناء بالعملية السياسية اضافة لمحاولات تغليب المطامح والمصالح الشخصية على المصلحة العامة للشعب اليمني. وذكر ان استخدام المدنيين كدروع بشرية واستغلال المنشآت المدنية كقواعد لانطلاق العمليات العسكرية والاستمرار في تجنيد الاطفال تعتبر جميعها جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي. وبمناسبة الذكرى ال28 للغزو العراقي لدولة الكويت قال العتيبي ان "دور مجلس الامن في التعاطي مع ظروف تلك الازمة شكل علامة تاريخية فارقة بقدرة الامم المتحدة في الحفاظ على السلم والامن الدوليين فيما كان للانفاذ الكامل لقرارات مجلس الامن ذات الصلة الاثر الاكبر في قصر امد الازمة وعودة السيادة الكويتية الشرعية على اراضيها". واضاف ان "تجربة الغزو العراقي لدولة الكويت كانت بمثابة رسالة صريحة للمجتمع الدولي مفادها أن فقدان أي دولة لسيادتها على أراضيها سيكون له تداعيات خطيرة ونتائج كارثية على السلم والأمن الدوليين. واعرب العتيبي عن بالغ التقدير والعرفان للدول الشقيقة والصديقة وعلى رأسها دول التحالف الدولي الذي تشكل من 33 دولة على مساندتها ووقوفها الى جانب الحق والانتصار للشرعية الدولية وتقديمها التضحيات الكبيرة لتحرير دولة الكويت".
تعليقات