لماذا تتباطأ الهيئة العامة للبيئة في وضع علامات تحذير من السباحة في الشواطئ التي تحمل نسب تلوث عالية ؟.. يتسائل مظفر عبد الله
زاوية الكتابكتب يوليو 21, 2018, 10:59 م 810 مشاهدات 0
الجريدة
كأس العالم... باريس وزغرب
مظفر عبد الله
أول العمود:
لماذا تتباطأ الهيئة العامة للبيئة في وضع علامات تحذير من السباحة في الشواطئ التي تحمل نسب تلوث عالية حماية لصحة مرتادي البحر؟
***
شاهدت المباراة النهائية لكأس العالم بين منتخبي فرنسا وكرواتيا، وكانت تنافسية بحق، ذاكرتي رجعت إلى الوراء أيام تفوقنا الرياضي الذي ساهمت فيه قيادة إدارية ومستوى فني عال للاعبين، وشغفهم باللعبة والروح الوطنية العالية التي يتمتعون بها، كان ذلك في زمن تحققت فيه "حالة عامة" من الرغبة في البروز والتطور.
في بطولة كأس العالم 2018 برزت أمور جديدة تستحق الرصد، وساهمت وسائل التواصل الإعلامي المختلفة في إثارة العديد من الآراء وتلاقحها في إطار قضايا الهجرة وفنون التماسك الوطني، التي يبدو أنها أيضا تتطور باستخدام وسائل حشد غير اعتيادية.
حضور رئيسة كرواتيا مباراة ختام الكأس وما قبلها كان طاغيا في وسائل الإعلام، ولأنها امرأة فقد أضفى ذلك الحضور جمالاً لافتاً لأكبر مناسبة رياضية في العالم، وهو ما يفتقده الكثير من رؤساء دول العالم، وأقصد هنا سلوك العفوية والتصرف بفطرة غير مُخلة ببروتوكولات الرئاسة، احتضانها للاعبي فريقها الوطني ولاعبي المنتخب الفرنسي تحت هطول مفاجئ للمطر لا يمكن أن يكون له مثيل لسبب بسيط، وهو أنه احتضان أم أو امرأة، لا رئيس دولة.
أشعل المستوى الراقي للاعبين الكرواتيين حماسة وطنية كشف عنها الاستقبال الحاشد والاحتفالي في زغرب العاصمة رغم الخسارة، كانت الحشود تنظر في السماء لطائرة تقل فريقهم الوطني. فيا لها من فرحة.
إن وصول كرواتيا للمرة الأولى لنهائيات كأس العالم يدعو إلى التأمل بأن شيئاً ما قد تغير في هذا العالم البائس، الشباب يقودون التغيير والفرح إن توافرت القيادة المتوائمة مع تطلعات شعوبهم، والفرق التقليدية التي تعودنا عليها في النهائيات غابت تماماً! هذا هو التغيير الحقيقي.
في فرنسا، التي فازت بالكأس، فرح الناس ورئيسهم الذي تصرف كشاب في تفاعلاته مع أداء لاعبي وطنه، ولهم الحق في ذلك، فهو إنجاز كبير ليس على مستوى الرياضة فقط، بل على غيره أيضاً، فالإعداد للفرق الرياضية اليوم بات يعكس منظومة إدارية ومجتمعية عالية التحشيد والمهنية، أي أنه يعكس جانباً من تطور الدول، لكن كيف كانت الصورة في مدن فرنسا وباريس تحديداً؟
انطلق نقاش مجتمعي واضح وصريح في بلد الحريات، يهدف إلى تصحيح ملف المهاجرين من زاوية الاهتمام بهم، ففرنسا تستقبل أكثر من 200 ألف مهاجر سنويا، وتحتضن ما يقارب 8 ملايين مهاجر في أراضيها، إلا أن الانتقادات لا تتوقف في تصريف أمور هؤلاء في مجالات الحرية والتعليم والصحة والزواج وسياسات الإدماج، وجاءت مناسبة وجود عدد من المهاجرين في المنتخب الفرنسي (ينطبق ذلك على فريقي بريطانيا وبلجيكا)، ومساهمتهم الرئيسة في جلب كأس العالم لباريس مناسبة مستحقة للحديث عن المفاهيم الوطنية كالعدل والمساواة واحترام الثقافات.
فشكرا لكرة القدم التي أطلت على بعض الملفات الإنسانية وساهمت في توحيد المجتمعين الفرنسي والكرواتي وإعطائه جرعة من الأمل والفرح.
هنا يتبادر إلى الذهن سؤال يبدو في نظري مهماً، وهو: كيف سيستعد القطريون لاستقبال هذه التظاهرة الرياضية الكبيرة، وهي ليست رياضية خالصة فقط، بل تظاهرة سياسية واجتماعية وحضارية، ذات صلة بنبض المُدن وأهلها، وتوقهم لاستقبال أكثر من مليون ونصف إنسان في فترة وجيزة؟ لدي ثقة بأن قطر ستنجح بسلوك أهلها وحجم إنجازاتها المدنية.
وما أسرني كمواطن كويتي تأكيد أمير قطر على أن استضافة بلاده لكأس العالم عام 2022 سيكون باسم العرب.
تعليقات