ماي تحذر حزبها: إما أن تساندوني وإما نبقى في الاتحاد الأوروبي
عربي و دولييوليو 15, 2018, 7:02 م 1263 مشاهدات 0
حذرت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي حزبها المنقسم اليوم الأحد من تعذر "الانفصال عن الاتحاد الأوروبي على الإطلاق" بسبب محاولات نواب تقويض خطتها لإقامة علاقات وثيقة معه بعد الانسحاب منه.
وكتبت ماي على فيس بوك تقول: "رسالتي للبلاد في نهاية هذا الأسبوع بسيطة: علينا التركيز بشكل ثابت على الجائزة، إذا لم نفعل ذلك نخاطر بأن ينتهي بنا الأمر إلى استحالة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي على الإطلاق".
وهذا الربط الصريح بين مصير الخروج من الاتحاد الأوروبي، ونجاحها الشخصي يشير إلى خطورة موقفها بعد دخول الحكومة في أزمة وانتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلني لاستراتيجيتها للخروج.
وقبل أقل من تسعة أشهر من انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس (آذار) 2019 ما زالت البلاد ونخبتها السياسية وقادة أعمالها منقسمين بشدة حول شكل الخروج المطلوب.
وبالتحذير من أن احتمال الخروج ذاته أصبح مهدداً، توجه ماي رسالة صريحة لعشرات من المتشددين المؤيدين للانفصال داخل حزبها مفادها أنهم إذا قوضوا قيادتها فإنهم يجازفون بتبديد نصر الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي انتظروه منذ عشرات السنين.
ويخشى بعض مؤيدي الانفصال من اتفاق يربط بريطانيا بقواعد الاتحاد ويمثل خروجاً شكلياً فقط من التكتل.
وكثفت الحكومة البريطانية كذلك جهودها للتخطيط لما يطلق عليه الخروج "دون اتفاق" الذي قد يقلق الأسواق المالية، ويعطل التدفقات التجارية في منطقة أوروبا، وخارجها.
وقالت ماي مرارا إن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيحدث واستبعدت استفتاءً جديداً رغم اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستثمر الملياردير جورج سوروس تغيير بريطانيا رأيها في الخروج.
وفي محاولة لتحقيق التوازن بين الساعين إلى خروج سلس من الاتحاد الأوروبي، والذين يخشون الاقتراب والدوران في فلكه، سعت ماي للحصول على موافقة كبار الوزراء على خطتها في 6 يوليو (تموز).
وبعد محادثات استمرت عدة ساعات بدا أنها كسبت تأييد الحكومة لكن بعد يومين استقال ديفيد ديفيز من منصب وزير الخروج من الاتحاد الأوروبي، تبعه بعد يومٍ واحد بوريس جونسون وزير الخارجية.
ودعت ماي اليوم البلاد لمساندة خطتها من أجل "انتقال البضائع بسلاسة" قائلةً إنه الخيار الوحيد لتجنب تقويض السلام في أيرلندا الشمالية، والحفاظ على وحدة المملكة المتحدة.
وكتب ديفيز في صحيفة صنداي تايمز أن القول إنه لا يوجد بديل جاهز لخطة ماي "زعم مخادع بشكل مذهل".
وقال إن خطتها تسمح للجهات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي بالإضرار بالصناعات التحويلية البريطانية.
وأضاف ديفيز: "لا يخامر أحد الشك أن أصابعنا، وفقا لمقترح الحكومة، ستظل تحت الضغط وسيستغل الاتحاد الأوروبي ذلك لمعاقبتنا على الخروج ويقوض قدرتنا التنافسية المستقبلية".
وضعف موقف ماي بدرجة أكبر بسبب ترامب الذي قال في حديث نشرته صحيفة "صن" المملوكة لروبرت مردوخ يوم الجمعة الماضي، إن مقترحاتها ستقتل على الأرجح أي فرصة للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم بعد الخروج.
وقالت ماي اليوم الأحد، إن ترامب نصحها برفع دعوى قضائية على الاتحاد الأوروبي بدل الدخول في مفاوضات خروج معه.
وأضافت لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي: "قال لي أنه يتعين علي مقاضاة الاتحاد الأوروبي ... مقاضاته وليس التفاوض".
ورغم أن ترامب فند تصريحه عن اتفاق التجارة بوعده في وقت لاحق بصفقة تجارية عظيمة مع الولايات المتحدة، إلا انه أبدى تقديره لجونسون الذي قال إنه يمكن أن يكون ذات يوم رئيساً عظيماً للوزراء.
تعليقات