العراق: سقوط عشرات المصابين مع استمرار الاحتجاجات
عربي و دولييوليو 15, 2018, 5:25 م 987 مشاهدات 0
قالت مصادر في الشرطة العراقية إن قواتها أطلقت النار في الهواء لتفريق مئات المحتجين لدى محاولتهم اقتحام مبنى محافظة البصرة اليوم الأحد، فيما تظاهر آخرون قرب حقل نفطي، ما أسفر عن إصابة 48 شخصاً في سابع يوم من الاضطرابات التي تشهدها مدن جنوب العراق بسبب تردي مستوى الخدمات.
وقال اللواء ثامر الحسيني قائد قوات الرد السريع في وزارة الداخلية إن بعض المحتجين حاولوا اقتحام المبنى لكن قوات الأمن منعتهم. وأضاف أنهم طلبوا من المحتجين تجنب المواجهات مع قوات الأمن.
وقال إن 28 فرداً من قوات الأمن أصيبوا في اشتباكات مع المتظاهرين.
ويضع هذا الغضب المتنامي رئيس الوزراء حيدر العبادي في موقف صعب، في وقت يسعى فيه لولاية ثانية عندما يشكل الساسة العراقيون حكومة ائتلافية جديدة بعد الانتخابات البرلمانية في 12 مايو(أيار) الماضي، والتي طالتها اتهامات بالتزوير.
وانتقد محتجون حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي والذي هيمن على المشهد السياسي العراقي منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 وأطاح بصدام حسين.
وقال زياد فضيل، وهو عاطل عن العمل: "حزب الدعوة يحكم العراق منذ 15 عاماً وقادته لم يتمكنوا من الوفاء ولو حتى بوعد واحد من الذي قطعوه".
وقالت الشرطة إن ثمانية متظاهرين أصيبوا عند مبنى محافظة البصرة في الجنوب.
وتصدت قوات الأمن لاحتجاجات على بعد نحو 4 كيلومترات من حقل الزبير النفطي الذي تديره شركة إيني قرب البصرة. وقالت مصادر في الشرطة إن 40 شخصاً أصيبوا ثلاثة منهم برصاص حي.
وعبر المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني عن تضامنه مع المحتجين، وقال إنهم يواجهون "نقصاً حاداً في الخدمات العامة".
ويندر تدخل السيستاني في السياسة لكن له تأثير كبير على الرأي العام.
كما تراجعت بشكل حاد خدمات الإنترنت في البلاد.
وأفاد مسؤولون محليون بأن الاحتجاجات لم تؤثر على إنتاج النفط في البصرة والتي تدر صادرات النفط منها أكثر من 95% من عائدات العراق عضو منظمة أوبك.
ومن شأن أي تعطل للإنتاج أن يلحق ضرراً شديداً بالاقتصاد المتعثر ويقود أسعار الخام العالمية للارتفاع.
إعادة البناء
واقتحم محتجون يوم الجمعة المطار الدولي في النجف، التي تضم مزارات شيعية، وأوقفوا مؤقتاًحركة الملاحة الجوية.
وعلقت الملكية الأردنية رحلاتها إلى النجف العراقية بسبب الوضع الأمني في مطارها، وحذت شركة فلاي دبي حذوها.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم الأحد، تحويل مسار الرحلات الإيرانية المقررة لمدينة النجف العراقية إلى بغداد.
وأعلن العبادي أن حكومة تصريف الأعمال التي يترأسها ستقدم تمويلاً للبصرة لتوفير الكهرباء والمياه والرعاية الصحية.
وفاز تكتل سياسي يقوده رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر بأغلب الأصوات في الانتخابات ببرنامج لمكافحة الفساد وجد صدى لدى قطاع كبير من الناخبين في أنحاء البلاد.
لكن من المستبعد تحسن الأوضاع بشكل كبير قريباً في البصرة التي أطلق عليها العراقيون في وقت من الأوقات "فينيسيا الشرق الاوسط" نظرا لشبكات القنوات التي تمر عبرها.
ويحتاج العراق لمليارات الدولارات لإعادة البناء بعد ثلاث سنوات من الحرب مع داعش.
وأغلق المحتجون، الذين يطالبون بوظائف وبتحسين الخدمات الحكومية، المداخل إلى ميناء أم قصر الجنوبي الذي يستقبل السلع والبضائع.
وتواجه قوات الأمن المحتجين في البصرة وعدة مدن أخرى في الجنوب.
وقمع صدام حسين الأغلبية الشيعية في البلاد، وأهمل الجنوب حيث يتركز الشيعة.
ولم تفعل الحكومات المتعاقبة التي قادها الشيعة منذ الإطاحة بصدام في 2003 الكثير لتحسين مستوى المعيشة في البصرة، ومدن أخرى في المنطقة التي نادراً ما تجد عائدات النفط فيها طريقها للسكان.
وقال أسامة عباس، وهو خريج جامعي عاطل عن العمل: "منذ سقوط صدام في 2003 وحتى الآن الشيء الحقيقي الوحيد الذي يقوله الساسة الشيعة هو أكاذيبهم".
وتابع قائلا:"ما زلنا نشرب مياه قذرة ونسينا ما الذي يعنيه تكييف الهواء في الصيف".
واتخذ المتظاهرون خطوة غير معتادة وهي مهاجمة مبانٍ تابعة لجماعات مسلحة شيعية نافذة إضافةً لمقرات حكومية محلية.
وأصدر العبادي، الذي يشغل أيضاً منصب القائد العام للقوات المسلحة، توجيهاً عسكرياً وضع بموجبه قوات الأمن في حالة تأهب قصوى في محافظات الجنوب رداً على الاحتجاجات.
وجاء أمر العبادي في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات المتزايدة والتي امتدت من البصرة إلى مدن العمارة والناصرية والنجف.
تعليقات